اهتمت الصحف المغاربية الصادرة اليوم الثلاثاء على الخصوص بتداعيات انهيار أسعار النفط على الاقتصاد الجزائري ومستجدات الوضع السياسي والأمني عقب مقتل امرأتين بلغم أرضي في منطقة "القصرين" القريبة من الحدود التونسيةالجزائرية. ففي الجزائر، واصلت الصحف اهتمامها بالكلمة التي ألقاها يوم الأحد في تيزي وزو الوزير الأول عبد المالك سلال، والتي دق فيها ناقوس الخطر، داعيا إلى انتقال اقتصادي بعيد عن النمط المعتمد على النفط والغاز. وفي هذا الصدد سجلت افتتاحية صحيفة "ليبرتي" أن هذا الخطاب أصبح مكرورا لدى السياسيين، وخاصة منذ انهيار أسعار النفط. وأضاف كاتب الافتتاحية "لكن ما وراء النوايا الحسنة تبقى الإرادة السياسية بعيدة عن أن تترجم إلى أفعال ملموسة تهم إصلاحات اقتصادية شاملة على أسس ومعايير تنافسية جديدة". ودعت صحيفة "لا تربين" إلى الإعلان عن "حرب دون هوادة مدعومة بإرادة سياسية قوية وصادقة" على جميع أشكال الريع، وحثت الحكومة على وضع اللمسات الأخيرة على خارطة طريق تؤسس لقطيعة مع الاقتصاد النفطي. وأشارت الصحيفة أيضا إلى العجز على مستوى اليد العاملة، والذي يقدر ب140 ألف عامل في قطاع الفلاحة و40 ألف في قطاع البناء. وفي المقابل دافعت صحيفة "المجاهد" على "لغة الحقيقة" التي اعتمدها الوزير الأول الذي "أكد أنه على الرغم من الانخفاض الحاد في مواردنا المالية، فإنه يتعين التوجه السريع نحو اقتصاد نمو متنوع يرتكز على قاعدة الصناعة والفلاحة، وحتى الاقتصاد الرقمي، مع أولوية الأولويات المتمثلة في تعزيز الاستثمار المنتج وتوفير فرص العمل". وكتبت صحيفة "الشروق" أن السيولة المالية المتداولة في السوق الرسمية تراجعت بحوالي 70 بالمائة، الأمر الذي يفرض على بنك الجزائر في القريب العاجل طبعا إضافيا للدينار من دون مقابل بالعملة الصعبة، قصد إنعاش السوق المالية الداخلية المتأثرة بتراجع مداخيل النفط ولجوء الدولة إلى الساحة المالية عبر القرض السندي، "الأمر الذي ينتج بصفة آلية ارتفاعا في نسبة التضخم والذي يعني بلغة بسيطة ارتفاعا عاما في الأسعار". وفي تونس، توقفت الصحف المحلية عند حادث انفجار لغم أرضي أودى بحياة امرأتين وإصابة ثالثة، كن بصدد جني الإكليل (يصنع بواسطة نوع من الزهور تتميز به المنطقة)، الذي يشكل مورد رزقهن قبل أن ينفجر لغم أرضي زرعه إرهابيون بمرتفعات جبل "سمامة" الحدودي مع الجزائر. في هذا السياق دعت صحيفة "الشروق" في افتتاحية العدد إلى انخراط كل تونسي وكل تونسية في معركة مكافحة الارهاب.." وأن يحول هذا الانخراط الواعي والفاعل الحرب على الإرهاب إلى شأن وطني، ومعركة وطنية شاملة يصطف فيها التونسيون خلف المؤسستين العسكرية والأمنية". صحيفة "الصباح" أثارت الانتباه إلى وضعية هذه المناطق القروية ، مشيرة إلى أن خطر الألغام في جبال "القصرين" ما يزال قائما وظل يهدد أهالي القرى الجبلية المتاخمة للمناطق العسكرية المغلقة التي لا مورد رزق لأهلها غير ما يجلبونه من مرتفعات "الشعانبي" من حطب وإكليل وحلفاء في غياب مشاريع لفائدتها رغم أن الحكومة أعلنت قبل أشهر عن برنامج للنهوض بالقرى الجبلية. وفي سياق متصل أشارت صحيفة "المغرب" إلى أن وزارة الداخلية التونسية اتخذت حزمة من الاجراءات الأمنية تحسبا لأي طارئ قد يستهدف عددا من المنشآت الحساسة والسياحية، "وذلك لتزامن بداية الموسم السياحي مع شهر رمضان الذي تتخذ الجماعات الارهابية من تواريخ رمزية فيه ساعة الصفر لتنفيذ عملياتها". بدورها دعت صحيفة "الصحيفة" إلى ضرورة اليقظة والحذر ونحن على أعتاب شهر الصيام، مضيفة أن مهمة مكافحة الإرهاب لا تقتصر على القوات المسلحة بل يجب أن تشمل الجميع. من جهة ثانية رصدت الصحف التونسية الحراك التنظيمي الذي تشهده بعض الأحزاب التونسية خصوصا الحاكمة منها، وفي هذا الصدد عنونت صحيفة "الشروق" صفحتها الأولى "تحركات واتصالات ومشاورات وتنازلات مرتقبة للخروج من الأزمة: نداء تونس (الحاكم) وعودة الوعي"، في حين توقفت صحيفة "الضمير" عند تحديات "حركة النهضة" ما بعد مؤتمرها الأخير، من أجل مواصلة قيادة تيار الاصلاح والتجديد في المنطقة.