هُم لا يتحدّثون عن أيّ كان.. يتحدثون فقط عن دول قارئةٍ مُنتِجةٍ ديمقراطيةٍ عادلةٍ فعّالةٍ مُتطوّرة.. ويعتبرُون أن البقاءَ للأصلح.. وأنّ من يُريدُ اللّحاقَ بقطارِ الحداثة العالمية، عليه أن يستوعبَ أنّ القطارَ لا ينتظرُ المتأخّرين.. وفيما يلي صورةٌ ترسمُها Google لمستقبلِ الحياةِ البشرية: خبيرٌ فرنسي في علُوم الأدمغة، Laurent Alexandre، يُركّزُ على تمديدِ عُمر الإنسان بشكلٍ مُتسارعٍ لم يسبق له مثيل.. وينطلقُ من الأبحاثِ التي تقومُ بها مؤسسةُ Google والشركاتُ التابعةُ لها، ويختزلُ استنتاجاتِه بشأنِ «الخلود» في كتاب: «La Mort de la mort».. ويشرحُ كيف تشتغلُ Google وشركاتُها على هدفٍ واحد هو تمديدُ حياة البشر، لكي ترتفعَ الحياةُ بعد حوالي عشرين سنة من الآن إلى حوالي 150 عامًا، بعد أن كان مُتوسطُ العُمر خلال الثورةِ الفرنسية 25 سنة فقط.. ويذهبُ الخبير الفرنسي إلى التأكيدِ على أن الفردَ يستطيعُ أن يعيش في مُستقبلٍ غيرِ بعيد 1000 سنة.. وأكثر من هذا، يعتقدُ أن الشخصَ الذي سوف يعيشُ ألف عام، ربما هو موجودٌ بيننا.. ويستطيعُ بفضل التكنولوجيا البيولوجية والنّانوية وغيرها أن يتغلبَ على أيةِ أمراضٍ طارئة أو وراثيةٍ أو غيرِها.. ويقولُ الخبيرُ الفرنسي: إنّنا في زمن انفجارِ المعرفة.. وإن تمديد الحياة لم يعُد مُجردَ حُلم، هو هدفٌ تكشفُ عنه Google عبر آلافِ الوثائق المنشُورةِ في موقعِها.. وليست لها أسرار.. Google تكشف عن كل شيء.. وإذا كُنّا لا نعرف، ففقط لأننا نحنُ لا نقرأ.. ومن لا يقرأ، لا يعرفُ إلى أين تسيرُ بنا التكنولوجيا التي أصبحتْ تُحاصرُنا أكثر فأكثر، أينما حللنا وارتحلنا.. في المنزل، نحن تحت أنظارِ الآلات الذكيّة.. هكذا سيكونُ حالنُا نحنُ في مُستقبلٍ غير بعيد.. الآلاتُ الذكيةُ لن تقتصر على الأغنياء.. الأسعارُ يتمُّ تكسيرُها.. وسوف تهبط، بفضل شرائحَ (Puces) أرخصَ وأقْوَى.. ولدَى الخُروجِ من المنزل، تنتظرُنا سيارةٌ بدُون سائق.. هي أيضا ذكية.. ولا تخرقُ القانون.. وفي الطريق يرنُّ هاتفُ الجيب، يُذكّرُنا بالمواعيد، وقد يُخبرُنا عمّا لا نعرفُ عن أنفُسنا.. قد يُنبّهُنا مثلا إلى «سخونة» الدماغ.. وأن علينا أن نأخذَ حُقنتَنا البيولوجية.. وهكذا نحن مُحاصَرُون بالآلات الذكية.. وكلُّ هذا سيكونُ واقعًا ملمُوسًا خلال ال20 سنة القادمة.. ملاييرُ وملاييرُ من الدولارات تصرفُها Google في استثماراتٍ لكي تحيا الحياة، وتمُوتَ الموت.. وهي لا تستثمرُ فقط، إنها تبيع.. تبيعُ منتُوجاتها، ومنها روبوتات بأشكالٍ وأحجامٍ مُتنوّعة إلى الجيش الأمريكي.. ها هي Google تدخُلُ التجارةَ العسكرية، ومن خلالها ستُحققُ الانتصارَ لمن تُريد، والهزيمة لمن تُريد.. ومجالاتُ عمَلِها كثيرة، مُتنوّعة، يقُودُها ثُلُثُ أمهرِ الخبراءِ في العالم.. هم أكبرُ عُلماء النّانو والرقميات والتحكمِ في جُزئيات الحامض النووي (ADN)، وبالتالي في شلّ الأمراض الوراثية، وعلاج الأمراض المستحدثة.. وتستطيعُ بهذه التّقنياتُ المتطورةُ أن تخُوض ماليا وإنتاجيا وتجاريا في أي مجال من مجالاتِ الحياة العصرية.. وتتأهبُ حاليا لشراءِ منصّةٍ لإطلاقِ أقمارٍ صناعيةٍ خاصة بها إلى مَداراتٍ فضائية، وهذا يُمكّنُها من تتبُّعِ الصغيرةِ والكبيرة على الأرض.. وتصوير الأرض على مدار 24 ساعة.. وهذا يعني أن Google مؤهّلة لتتبُّع خُطواتِ أيّ شخص، وبالصورِ الثابتة والمتحركة: متى خرج من البيت؟ وكيف؟ إلى أين ذهب؟ ماذا فعل؟ ومتى عاد؟ مُراقَباتٌ لم يسبق له مثيلٌ في التاريخ البشري.. وأصبحت Google مُؤهلةً لفرضِ خارطةٍ سياسيةٍ للعالم.. نحنُ اليومَ أمام إمبراطوريةٍ ماليةٍ وعلْمية لها بُعدٌ سياسي.. إنّنا أمام سُلطةٍ سياسيةٍ رقميةٍ قادرةٍ على تغييرِ خارطةِ العالم.. [email protected]