استجابة لنداء الجبهة الإقليمية للدفاع عن المدرسة العمومية بخريبكة، خرج عدد من تلاميذ المستويات الابتدائية، مساء الأحد، في مسيرة احتجاجية بشوارع المدينة، للتنديد بما اعتبروه "تفويتا مشبوها لمجموعة من المؤسسات التعليمية العمومية إلى المكتب الشريف للفوسفاط". وشارك في المسيرة الاحتجاجية آباء وأمهات وأولياء تلاميذ المؤسسات المعنية بالتفويت، إلى جانب ممثلي مجموعة من الهيئات الحقوقية والنقابية والجمعوية، انطلقوا من أمام مدرسة المصلى، وصولا إلى مدرسة الزلاقة عبر شارعي الروداني ومحمد السادس، ثم إلى مدرسة العزيزية؛ حيث تسبّبت المسيرة في اختناق مروري كبير، على مستوى الممر السككي المحاذي لإعدادية المسيرة، نتيجة تغيير اتجاه العربات القادمة في اتجاه سوق السيارات، عبر شارع الروداني. وردّد المحتجون شعارات مندّدة بتفويت المؤسسات التعليمية العمومية إلى المجمع الشريف للفوسفاط، واصفين العملية ب"محاولة ضرب التعليم العمومي وتشجيع القطاع الخاص، واستهداف المستقبل الدراسي لعدد كبير من التلاميذ، عوض دفع المجمع إلى المساهمة في تنمية المدينة، اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وتعليميا"، بحسب المحتجين. ورفع التلاميذ لافتات كُتبت عليها عبارات تنديدية من قبيل "لا للسطو على المدارس العمومية"، "أنا فين غادي نقرا؟"، "لا لتصفية المدرسة العمومية"، "عاشت المدرسة العمومية"، في الوقت الذي رفع باقي المشاركين في المسيرة شعار "جميعا من أجل الدفاع عن المدرسة العمومية، وضد تفويت المؤسسات إلى إدارة الفوسفاط". إدريس السالك، منسق الجبهة الإقليمية للدفاع عن المدرسة العمومية بخريبكة، أشار إلى أن المدارس المستهدفة بالقرار هي المصلى والزلاقة وعائشة أم المؤمنين والعزيزية بمدينة خريبكة، وابن حبوس بمدينة وادي زم، مؤكّدا أن مسيرة اليوم ستتلوها أشكال احتجاجية أخرى، إلى غاية إرجاع الأمور إلى نصابها، والإبقاء على عمومية تلك المدارس، عوض خوصصتها. "نحن لسنا ضد تفويت المؤسسات التي تكاد أن تُصبح فارغة"، يضيف المتحدث في تصريح لهسبريس، "ولسنا ضد إصلاحها وترميمها من طرف المجمع الشريف للفوسفاط، من أجل تدريس أبناء عماله وموظفيه، لكن المشكل في إقدام المجمع، بدوره، على تفويت تلك المؤسسات إلى القطاع الخاص، مثل ما حدث لمؤسسات تعليمية فُوّتت في وقت سابق". أما مفكير الميلودي، نائب رئيس جمعية آباء وأمهات وأولياء تلاميذ مدرسة المصلى، فأكّد أن المؤسسة المذكورة بُنيت قبل 54 سنة، ولا يُمكن التخلي عنها لفائدة المجمع الشريف للفوسفاط، مناشدا ملك البلاد، في تصريح لهسبريس، "التدخل من أجل حماية المدرسة من جهة، وإيفاد لجنة، من جهة ثانية، لمعاينة واقع المدينة ككل، والتي صارت مثل البادية"، بحسب تعبير مفكير. وأضاف الميلودي، بنبرة تغلب عليها الحسرة والانفعال، "أخذوا كل شيء بما في ذلك المدارس، وإن لم يرغبوا في تدريس أبنائنا، فليُعلنوها صراحة لكي نجعل من الأطفال رعاة أغنام"، مشيرا إلى أنه "طيلة 54 سنة من تواجد التلاميذ في المؤسسة، ورغم الحوادث المميتة التي تعرض لها الأطفال، لم يتم وضع حاجز حديدي أمام باب المدرسة، إلا عندما تم تفويتها من أجل تدريس أبناء الأغنياء".