تمكن المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة من الذهاب بعيدا في منافسات كأس إفريقيا قي جوهانسبرغ، وتمكن من نيل اللقب عن جدارة واستحقاق بعدما هزم المنتخب المصري في مباراة النهائي بثلاثة أهداف مقابل هدفين ضامنا بذلك مكانة له في نهائيات كأس العالم المقرر إجراؤها قي كولومبيا. وبالعودة إلى ما قبل الكأس الإفريقية فإن هشام الدكيك، مدرب المنتخب المغربي والمحاضر الدولي ل"فيفا" والحاصل على إجازة في العلوم السياسية والخبير في شؤون كرة القدم داخل القاعة، كان يتابع عن كثب لاعبي البطولة ويتحمل عناء السفر بين مدينة وأخرى معتمدا بذلك على ورقة تقنية لتنقيط كل لاعب على حدة، من حيث السرعة والأداء التقني والتكتيكي وتحركاته داخل الميدان وغيرها من الأمور الخاصة باللاعبين حتى يتمكن من إعطاء معدل عام لكل لاعب، وبعد شهور من المتابعة استدعى هشام الدكيك اللاعبين الحاصلين على أعلى مستوى من التنقيط وهي طريقة يعتمدها كبار مدربي منتخبات العالم. بعد وضعه للائحة ضمت مجموعة من اللاعبين المحليين كان لزاما على الدكيك أن يتواصل مع بعض الأطر التقنية المعتمدين لدى الجامعة في أوروبا، إذ استدعى من خلالهم 5 لاعبين محترفين لتطعيم اللائحة الأولية، لكن ومع بدء الاستعدادات وفي أول معسكر تدريبي استعدادا للكأس الإفريقية لم ينجح هؤلاء "المحترفون" في تأكيد أحقيتهم في الدفاع عن قميص المنتخب الوطني ولم يتردد هشام الدكيك في إبعادهم بجرأة كبيرة رغم احترافهم قي أندية كبيرة في أوروبا، معللا ذلك بعدم إعطائهم الإضافة المرجوة وتواضع مستواهم، مفضلا بذلك اللاعب المحلي. وبخصوص التحضيرات والمعسكرات الإعدادية رسم لها الدكيك خارطة طريق اعتمد فيها على أسس علمية وتقنية وبتكلفة مالية متواضعة جدا، إذ أقام المنتخب المغربي معسكرا في مدينة القنيطرة وآخر في إفران لتشابه مرتفعات الأخيرة مع مرتفعات جوهاسنبورغ في جنوب إفريقيا، رغم أنه لم يجر أية مباراة ودية دولية مع أحد المنتخبات الإفريقية باستثناء بعض المباريات المحلية مع أندية مغربية ومنتخب عصبة الغرب. ويتميز هشام الدكيك بخبرته وكفاءته على مستوى اللعبة الخماسية، إذ يعد المتتبع الأول لمستجدات "فيفا"، لاسيما وهو محاضر دولي معتمد، همه الوحيد تطوير لعبة "الفوتصال" في المغرب، إضافة إلى سلوك وأخلاق حسنة، وتواصله مع جميع الفرق والأندية وكل المتداخلين في اللعبة، وعدم بخله في إعطاء النصائح والحضور لكل الأحداث المتعلقة بهذه الرياضة، والاشتغال في صمت بعيدا عن البهرجة. وقبل رحيل هشام الدكيك وبعثة المنتخب المغربي إلى جوهانسبورغ سألناه عن الهدف وراء المشاركة في الكأس الإفريقية فأجاب بكل عفوية وتلقائية أن "الهدف الأساسي هو احتلال المراتب الثلاثة الأولى ولما لا العودة بالكأس" وذلك ما حصل، كما أنه لم يخف بكل صراحة وواقعية أن مشاركة المنتخب المغربي في نهائيات كأس العالم المرتقب إقامتها في كولومبيا ستكون من أجل أخد التجربة وفرض الذات، والتأكيد على أن دولة المغرب تستحق أن تكون من بين كبار العالم. ولم يخف مدرب الفريق الوطني أن الذهاب بعيدا في نهائيات كأس العالم يتطلب إستراتيجية طويلة (زهاء الأربع سنوات) تتضمن تكوين اللاعبين والمؤطرين واحترافية الأندية. منتخب "الفوتصال" بقيادة ربانه هشام الدكيك وجه رسائل كثيرة وغير مشفرة، مفادها أن الإطار الوطني له من الكفاءة ما يكفي لتحقيق الإنجازات، كما أن اللاعب المحلي أثبت بدوره مكانته وقدرته على التحدي وتحقيق الألقاب، وأن ذلك لا يتطلب الملايير والأسماء الكبيرة بقدر ما يحتاج الكفاءة والصبر والجدية. * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيّين زوروا Hesport.Com