منذ أن تعرض ل"جلطة دماغية" في أبريل 2013، أجرى الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، خمس رحلات علاجية إلى خارج البلاد، كانت الرحلات الأربع الأولى في فرنسا، بينما غير وجهته في الرحلة الخامسة، التي بدأت أمس الأحد، إلى سويسرا، وبالتحديد إلى مدينة جنيف. تغيير وجهة بوتفليقة العلاجية إلى سويسرا عوضا عن فرنسا أرجعته وسائل إعلام جزائرية إلى التوتر الذي مرت به العلاقات الجزائرية الفرنسية، خلال شهر أبريل الجاري، على خلفية نشر إحدى الصحف الباريسية صورة لبوتفليقة (79 عاما)، ضمن قادة دول يواجهون "إدعاءات" بالتورط في جرائم "فساد مالي". ونشر رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، عقب زيارته للجزائر، خلال الشهر ذاته، صورة جمعته مع الرئيس الجزائري، وبدا فيها الأخير في حالة صحية وُصفت ب"الصعبة". ولم تقدم السلطات الجزائرية الرسمية سببا لتغيير الرئيس وجهته العلاجية هذه المرة، لكن وسائل إعلام محلية ومراقبون ربطوا الأمر بتوتر يسود علاقات الجزائر وباريس خلال الأسابيع الأخيرة. ونقلت فضائية "النهار" الخاصة المقربة من الرئاسة الجزائرية عن مصادر (لم تكشف هويتها) قولها إن "تنقل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للعلاج بسويسرا يعكس امتعاضا من الجانب الفرنسي". بينما عنونت صحيفة "الخبر" الجزائرية الخاصة تقريرا لها، اليوم الإثنين، حول نقل بوتفليقة للعلاج بسويسرا ب "الرئاسة تبعد بوتفليقة عن فرنسا". وكتبت الصحيفة تقول إن "السياق الحالي للعلاقات الجزائرية الفرنسية قد يجعل من هذا الخيار (سويسرا) مقصودا؛ لتفادي التأويلات التي تظهر عقب كل سفر علاجي يقوم به الرئيس بوتفليقة إلى فرنسا". أيضا، ربط موقع "كل شيء عن الجزائر" الإخباري الخاص، بين اختيار الرئيس الجزائريسويسرا وجهة لرحلته العلاجية الخامسة عوضا عن فرنسا بالتوتر الحالي في العلاقات بين الجزائر وباريس. الصحفي المتخصص في العلاقات الجزائرية الفرنسية، محمد مسلم، ذهب إلى ما ذهبت إليه بعض وسائل الإعلام الجزائرية بخصوص السبب وراء تغيير بوتفليقة لوجهته العلاجية، أمس. وقال مسلم، وهو صحفي جزائري، ل"الأناضول" إن "نقل الرئيس بوتفليقة للعلاج بسويسرا هذه المرة "يرجح أن له علاقة بهذا التوتر في العلاقات مع فرنسا في الآونة الأخيرة". وأضاف: "ذهاب بوتفليقة إلى فرنسا كان سيخلف جدلا كبيرا حول مرضه، وتُسلط الأضواء أكثر عليه من الإعلام، وحتى اليمين المتطرف بفرنسا، المعروف بمعاداته للجزائر، سيستغل الفرصة مجددا لمهاجمة السلطات الجزائرية والفرنسية على السواء بسبب استقباله هناك".