توالت الردود "الفيسبوكيّة" على لجوء الفنّانة دنيا بوطازوت والجمعوية خولة النخيلي إلى مسطرة الصلح من أجل الإحاطة بتطوّرات "نطحة المقاطعة" التي جعلت الكوميديّة، قبل أيّام، تخضع للتطبيب جراء إصابتها بكسر مزدوج على مستوى الأنف، بينما جرى اعتقال الشابّة العشرينيّة بسبب لجوئها إلى "ممارسة العنف". وتعود تفاصيل النازلة إلى بداية الأسبوع الجاري، بسبب "سوء تفاهم" ناتج عن عدم التزام بوطازوت بالوقوف وراء المصطفين المنتظرين قضاء أغراضهم الإدارية؛ وذلك بعدما تسبب موظف بمقاطعة في إثارة ذلك وهو يلجأ إلى محاباة الفنانة على حساب كل الحاضرين، ومن بينهم خولة النخيلي. وأجمعت الردود المعبر عنها عبر موقع التواصل الاجتماعي ذاته على تثمين لجوء الطرفين إلى مسطرة الصلح، فيما قالت إحدى هذه التعبيرات إن ما جرى جسّد المثل المغربي القائل: "لِّي جَا لدَارك جَا لْعَارْك"، وأن قصد عائلة النخيلي منزل آل بُوطازُوت كرّس العادات والتقاليد المتصلة ببيئة "تَامْغْرَابِيتْ" المبنيّة على التسامح. تعاطٍ "فايسبوكيّ" آخر ثمّن جهود الوساطة التي فعّلتها النقابة المغربية لمحترفي المسرح، وعدد من الوجوه الفنيّة المعروفة بحكمتها، وورد به، أيضا، أن ما جرى شهد الضغط على بوطازوت من أجل إبعاد الممارسة الفنيّة عن كل ما من شأنه التسبّب في سجن مواطن نتيجة خلاف تطوّرت تداعياته. وعلّقت ناشطة ضمن "فضاء التواصل الأزرق" على ما جرى بالقول: "يا ثقافة استغلال النفوذ وعدم احترام حق الأسبقية، يا عقلية النطح والمْضَارْبَة دْيَال السُّوق.. بْزَافْ علِيكِ تْكُوني فْنَّانَة، وبْزَّافْ عْلِيكِ تْكُونِي فاعلة جمعوية، وبْزَاااافْ عْلِيكِ تْكُونِي طَالِبَة...وبْزَّافْ عْلِيكُم بْجُوج تْكُونُو مَغْرِبِيَّات..". وفي تفاعل آخر ذُكر: "بعد تنازل دنيا عن متابعة خولة؛ هذه هي الدروس التي يجب استخلاصها: على الشخصيات العامة أن تكون دائما قدوة في السلوك الاجتماعي والمواطن، وعلى الموظفين العموميين والمستخدمين احترام المرتفقين والزبناء ومعاملتهم على قدم المساواة، بغض النظر عن المكانة الاجتماعية أو الاعتبارية لهم..كما على المواطنات والمواطنين، رغم مرارة الواقع، الحرص على اللجوء إلى القانون من أجل تحصيل حقوقهم، بدل وضع أنفسهم في مأزق قانوني يعرض مستقبلهم للخطر". وأضاف: "مسؤولية وسائل الإعلام هي الإخبار فقط وليست، كما يقوم بعضها، التحريض على طرف دون آخر، وبدلا عن ذلك عليها امتلاك الجرأة للاهتمام بالقضايا الكبرى التي تلجمها عنها أموال الإشهار، فتسعى إلى تعويض ذلك بالنفخ في قضايا بسيطة، يعرف المجتمع عددا كبيرا منها يوميا.. وتكون بذلك وسائل إعلام لنشر الكراهية والحقد بين فئات المجتمع". تعليق إضافيّ على "فيسبوك" قال: "كانت دنيا بوطازوت ستخسر الكثير معنويا وماديا، خاصة وهي الحاضر الأول في كل الإعلانات التجارية"، بينما تعليقا على ما جرَى اكتفى بالتنصيص على أنّ "المستوى لا يحدد السلوك!". وغالبيّة المتعاطين مع واقعة الصلح أجمعوا على دعوة "أشباه خولَة" إلى "النأي عن الممارسات العنيفة في ردود الفعل، مقابل دعوة ال"بُوطازْوتَات" إلى "شْدَّانْ الصّْفّ مُعْ خُوتْهُمْ فْينْ مَا كَانُوا".