يبدو أن صورة المشهد السياسي لما بعد انتخابات 7 أكتوبر المقبل بدأت تتضح قبل سبعة أشهر من إجرائها، من خلال الاصطفافات المبكرة التي ظهرت في الساحة المغربية بين أحزاب المعارضة والأغلبية. وفي وقت ذهب تنسيق حزبي الأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى أبعد مداه باجتماع مكتبيهما السياسيين، باعتبارهما في المعارضة، قرر حزبا العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية التنسيق بين قيادتهما الوطنية، من خلال اجتماع للأمانة العامة للحزب الذي يقود الحكومة والمكتب السياسي ل"حزب الكتاب". وحسب ما علمت به هسبريس، فقد قرر كل من الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنيكران، والأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله، عقد اجتماع مشترك بين قيادة الحزبين يوم السبت المقبل، بهدف التنسيق تحضيرا للانتخابات المقبلة. وكشفت مصادر من الحزبين لهسبريس أن الهدف هو رص صفوفهما للاستعداد المشترك للمرحلة المقبلة التي تعد انتخابية بامتياز، مؤكدة أن سبب الاجتماع هو التأكيد على أن التحالف الذي حصل بينهما منذ سنة 2012 كان صائبا. ولم تستبعد المصادر الحزبية المذكورة أن يتوجه الحزبان إلى الانتخابات بمنطق التحالف القبلي، وهو ما عبر عنه رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، خلال لقاء له مع أطر حزبه بمناسبة إعداد برنامج الحزب الانتخابي، بالقول: "لا يمكن أن نقف عند هذا التحالف مستقبلا". وأكد بنكيران أن علاقة "حزب المصباح" بغريمه السابق "حزب الكتاب" أكثر من جيدة، معلنا أن الاتفاق الحاصل بينهما إلى حدود الساعة هو الذهاب إلى الانتخابات التشريعية متحالفين. "إما أن نذهب للحكومة مجتمعين، أو المعارضة مجتمعين"، يقول زعيم حزب العدالة والتنمية. وبدت واضحة خلال اللقاء الذي عقده بنكيران بالنقابات، الثلاثاء، المكانة التي يحتلها الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية في علاقته برئيس الحكومة، إذ تم توجيه الدعوة له وحيدا بصفته الحزبية كأمين عام لحضور هذا الاجتماع. وفي وقت كشف مصدر حكومي أن بنبعد الله لعب دورا رئيسا في تقريب وجهات النظر بين الحكومة والنقابات، وقاد لقاءات مكثفة للتحضير للقاء، أكد مصدر حزبي من الأغلبية أن بنكيران أصبح يمهد لتحالفه المستقبلي مع التقدم والاشتراكية، من خلال تكثيف التقارب بينهما في جميع المحطات، سواء الحكومية منها أو الحزبية.