العنوان أعلاه، لا تربطه أية صلة رحم بأحد البرامج الاجتماعية التي تعتبر بمثابة نقطة مضيئة في شبكة برامج القناة الثانية (التالفة) أو التلفزة "الرومية" كما تحب أن تسميها جدتي... و"عندها الصح"، فالمادة الرئيسية للوجبة الفنية التي يتناولها المشاهدون المغاربة من (2M) هي المسلسلات المكسيكية، والمنوعات التي لا تخلو من تلوينات جنسية فاقعة، وتفاهات يطلقون عليها سكيتشات، وهي لا تضحك حتى من (تقياها (في وجه من يجلس أمام الشاشة الصغيرة الأولى والثانية. آه، نسيت شيئا أساسيا كنت أود أن أتطرق إليه في هذه الزاوية، لكن الله يجازي اللي كان السبب في هذا النسيان، كنت أود الحديث عن النواب البرلمانيين المختفين، عن النقاش الدائر حاليا حول الإصلاحات الدستورية، هؤلاء الذين تبحث عنهم وتتمنى أن تحظى بالنظر إلى وجوههم (العزيزة) فلا تجد لهم أثرا، وتكون كمن يبحث عن إبرة وسط "نادر من التبن"، نواب دخلوا في عداد المفقودين... ولم يحظ أحد منهم بنشر إعلان في الجرائد أو التلفزة عنه بعنوان: "خرج ولم يعد". وبطبيعة الحال يتذمر السكان، لأنهم يشاهدوا نوابهم البرلمانيين عندما تكون الكاميرا شاعلة، وخلال افتتاح دورات البرلمان، وبعد ذلك لا يجدون من يستمع إلى قضاياهم ومشاكلهم ويبدو أنهم وجدوا عزاءهم في قول الشاعر العربي.. "ما أكثر النواب إن تعدهم وهم عند النائبات قليل"، أو بالأحرى مختفين "وما كاينينش"، وللشرح فقط فالنائبات هي المصائب، والمشاكل وليست السيدات البرلمانيات المحترمات، لأن النواب عند زميلاتهن بدون شك لن يكون عددهم قليل. فهل سيارات السادة النواب البرلمانيين المجهزة بالمورتيسورات "الحية" تحول بينهم وبين الشعور ب"السوكوس" الذي ينتشر بأماكن كثيرة بالدوائر التي يمثلونها، وكأن بعض تلك المناطق تعرض لقصف جوي مدمر. هذا إن كانت سياراتهم الفارهة (اللهم لا حسد) وصلت في أحد الأيام إلى تلك المناطق البعيدة عنهم. نواب استحلوا الجلوس على الكراسي بدون عمل فقط من أجل لقب برلماني وتعليق الشارة على "الباربريز" كمن يحج لأخذ لقب (الحاج) لكن (ممثلي الأمة) يدخلون علينا الغمة عندما يطيلون السعي بين أروقة قبة البرلمان، وما أن يوشكوا على أداء طواف الوداع حتى يفقد المواطن قواه العقلية والقلبية ويموت بالغدايد. والواقع أن بعض النواب الله ينفعنا ببراكتهم (من البركة وليس البراكة) مثل ذلك الديك الذي يظن أن الشمس لا تطلع إلا لتسع صياحه، لا يصرخون ويتوعدون إلا عندما تكون التلفزة، وشي بعضين منهم عندهم الصنطيحة قاصحة يتلون سؤالهم بأخطاء لغوية فاحشة، وهم الذين يوقعون أو يصادقون على اتفاقيات دون أن يقرؤوا حرفا واحدا منها، ولا أدري هل هي فلتة لسان ما قاله زعيم سياسي بأن البرلمان مملوء بأصحاب الحانات وتجار المخدرات أم هي الحقيقة؟ الآن فهمت لماذا يغيب هؤلاء عن النقاش الدائر حاليا حول الدستور، لسبب بسيط وبدون تعميم، هو أن فاقد الشيء ما عندو ما يعطي.. [email protected]