خرجت الدعوات المنادية بالتراجع عن الساعة الإضافية، التي أضيفت إلى التوقيت العادي ابتداء من الساعة الثانية من صباح يوم الأحد الماضي، من مواقع التواصل الاجتماعي إلى العالم الواقعي، حيث راسلتْ 86 جمعيّة بمدينة الرّيش ونواحيها رئيسَ الحكومة مطالبةً إياه بإلغاء الساعة الإضافيّة، بداعي أنها تُربك السير العادي لحياة المواطنين. وقالَ زايد أهسو، أحدُ متزعمي المبادرة، إنَّ الدافعَ إلى المطالبة بإلغاء الساعة الإضافيّة هُوَ أنّ المواطنين بدؤوا يعُون تأثيراتها السلبية على حياتهم، خاصّة بعْدَ أنْ عمدت الحكومة إلى نقْل موعدها من شهر أبريل إلى أواخر شهر مارس، وهُوَ ما أضرّ كثيرا بالمواطنين، خاصّة الأطفال المتمدرسين. جمعويّو "الريش" وعلى رأسهم أهسو أشاروا إلى أنَّ المواطنين القاطنين بإقليم ميدلت يعانون أكثرَ من تأثيرات الساعة الإضافية، مقارنة مع مواطني المدن الداخلية، بسبب مُناخ الإقليم، الذي يتّسمُ بالبرودة الشديدة في فصلي الشتاء وبداية الربيع، نتيجة تساقط الثلوج، مضيفين أنَّ إجبارَ الأطفال على النوم باكرا، وإيقاظهم باكرا، يؤدّي إلى مشاكل بيْن الأزواج. وأردف المتحدّث أنَّ المدارسَ بإقليم إملشيل المجاور لميدلت تعملُ بالساعة العادية، ولا تطبّق الساعة الإضافية، بعد اتفاق مسؤولي الإقليم على ذلك، لكنَّ الجمعيات ال86 بالريش تطالبُ بإلغاء الساعة الإضافية في كلّ القطاعات وليس في التعليم فحسب، "لأنّنا نخشى أنْ يؤدّي العمل بالساعة العادية في التعليم فقط إلى نوع من البلبة"، يقول أهسو. الجمعيات الموقعة على ملتمس إلغاء العمل بالتوقيت الصيفي (GMT+1)، في جميع الإدارات العمومية والخاصّة بالريش ونواحيها، والموجّه إلى رئيس الحكومة وعامل إقليم ميدلت ورئيس جهة درعة تافيلالت وباش المدينة ومسؤولين آخرين، قالت إنّ الساعة الإضافية تسبب اضطرابات نفسية للأطفال والتلاميذ المتمدرسين في جميع المستويات الدراسية. ومن الأسباب الأخرى التي دفعتْ بالجمعيات إلى طلب إلغاء "الساعة الإضافية"، بحسب ما جاء في الملتمس، تأثيرها السلبي على النظام الغذائي للأسر، وتغيير أوقات الوجبات الغذائية الرئيسية، و"حرمان الجميع من الحصّة الكافية من النوم وإجبار المواطنين على النوم مبكرا والاستيقاظ مبكرا"، و"حصول ارتباك في صفوف الأسر المغربية"، و"تأثيرها على مواقيت الصلاة ومواعيد السفر". زايد أهسو قالَ إنَّ هناك دُولا عمَدت إلى إلغاء العمل بالتوقيت الصيفي، مثل روسيا، مضيفا: "الجهة التي تستفيد من إضافة ساعة إلى التوقيت العادي همْ الأغنياء، أمّا نحن فلا نربح منها شيئا"، وتابع: "هادْ الساعة خْربقاتْنا وخْربقات وْليداتنا، ونُطالبُ بإلغاء العمل بها".