يستعد مواطنون مغاربة اعتنقوا الديانة المسيحية للاحتفال بما يسمونه "عيد قيامة السيد المسيح"، بشكل سري داخل كنائس بيتية، بسبب الخشية من ردود فعل السلطات الأمنية إزاء هذه الأنشطة؛ وهو ما دفعهم إلى استنكار ما يلاقونه من "تضييق" على حرياتهم. ويحتفل هؤلاء المغاربة الذين بدلوا دين الإسلام بالمعتقدات المسيحية بهذا "العيد" وغيره من الأعياد في سرية كاملة داخل بيوتهم، من أجل ضمان أكبر قدر ممكن من الحرية في ممارسة طقوسهم؛ ما يشكل بالنسبة لهم تحديا كبيرا يسعى بعضهم إلى ربح رهانه. ويحتفل مسيحيو العالم بعيد "قيامة المسيح" في أوائل شهر أبريل، أو مايو من كل عام، نتيجة اختلاف التقويمين الشرقي والغربي، ويعد أهم أعيادهم الدينية، وفيه يتم الاحتفال ب"قيامة المسيح" من بين الأموات بعد صلبه؛ فيما يسبق هذا الاحتفال "أسبوع الآلام"، وفق معتقداتهم. ويقول شاب مغربي اعتنق المسيحية منذ أزيد من عشر سنوات، فضل عدم كشف هويته، في تصريحات لهسبريس، إنه آمن بالسيد المسيح عن اقتناع، وخلال سنواته الأولى تعرف على عدد من المغاربة الذين يؤمنون به، وفق تعبيره، مشيرا إلى أنه "صار يجتمع بهم داخل الكنيسة البيتية". واسترسل المتحدث قائلا: "نمارس إيماننا وطقوسنا في الخفاء، لأن المسيحية في البلاد غير معترف بها كديانة للمغاربة، باعتبار أنها ديانة للأجانب فقط"، مضيفا: "في المقابل عندما يسلم شخص أوروبي يتم التطبيل لذلك، والافتخار بزيادة مسلم جديد في ديانة الإسلام"، حسب تعبيره. وعاد المسيحي المغربي إلى سنة 2010، التي قال إنها شهدت قمعا مارسته السلطات المغربية ضد المسيحية في البلاد، "عندما اعتقلت مغاربة مسيحيين، واستجوبت الكثيرين لساعات طوال، وطردت الأجانب بتهمة التبشير"، حسب تعبيره، مضيفا: "تمت معاملتنا مثل المجرمين، عوض محاربة الإرهابيين الحقيقيين". ولفت المتحدث ذاته إلى معاناة أخرى قال إنها تعترض المسيحيين المغاربة، وتتمثل في عدم تمكنهم من الحصول على وثائق إدارية عندما يطلبونها، متهما السلطات بأنها جردتهم من حقوقهم كمواطنين، حسب زعمه، مشيرا إلى أن حقوقهم "يتم الدوس عليها لكونهم مسيحيين". وسبق لممثل "الكنيسة المغربية" أن صرح للجريدة بأن فئة المسيحيين المغاربة تشمل أطباء ومهندسين، وموظفين، ودكاترة، وعاطلين، وفقراء وأغنياء، مبرزا أنه يرفض الاستهزاء بالإسلام، لكون من يقوم بذلك لا يتمثل بحياة المسيح، الذي لم يصنع هذا مع اليهود، ولا مع الرومان الذين كانوا يعاصرونه. وطالب المسيحيون المغاربة الممثلون في "الكنيسة المغربية" بلقاء الملك محمد السادس في أقرب الآجال، وفق تعبير "بولس المغربي"، لتمكينهم من أداء واجباتهم الدينية بحرية داخل كنائسهم "البيتية" من دون مضايقات، وأردفوا أنهم يسعون إلى "أداء شعائر عبادتهم بكل حرية".