تعد جماهير الأندية التركية، من أخطر الجماهير في العالم المرتكبة لأحداث شغب دامية عبر التاريخ، إذ أن الجميع يتذكر حادثة سنة 2000 والشغب المرتكب بين جمهوري غلطة سراي وليدز يونايتد، خلال المباراة التي جمعت بين الفريقين في الدور نصف النهائي من منافسات كأس الاتحاد الأوروبي، إذ اقتحمت إحدى العصابات التركية والتي تدعى "حراس الليل" الملعب، وتسببت في أحداث شغب نتج عنها مقتل مشجعين من نادي ليدز، والعديد من الإصابات التي كان سيتضاعف عددها لولا تدخل رجال الأمن. أحداث شغب عديدة ارتكبت في تركيا، وخلفت أضرارا مادية وجسمانية في العديد من المناسبات، إلا أن مسؤولي الدولة التركية جعلوا من ملاعبهم الرياضية مكانا مقدسا، يلجأ إليه المواطن قصد الاستمتاع بسحر المستديرة، وتشجيع فريقه بطريقة حضارية، وذلك من خلال الرفع من ثمن التذكرة، قصد تحديد نوعية الأشخاص الذين سيلجون الملعب لمشاهدة مباراة فريقهم، وهو الشيء الذي قلص من أحداث الشغب في تركيا، فهل يستفيد المغرب من هذه "التجربة" في الملاعب الوطنية؟ 30 درهما فقط أو أقل من ذلك، تمكن المواطن المغربي من ولوج مركب رياضي، قصد متابعة مباراة فريقه المفضل، وهو الثمن الذي يعتبره البعض مناسبا بالنظر إلى الحالة التي تعرفها المدرجات، فيما آخرون باتوا يطالبون بالرفع من ثمن التذاكر لإبعاد من يتسبب في الشغب، وإعادة مجموعة من الأشخاص والأسر التي غابت عن الملاعب بسبب أحداث الشغب. تجربة "المونديال" هي الأخرى أعطت أكلها، إذ نجح المغرب في تنظيم منافسات كأس العالم للأندية لموسمين على التوالي، إذ خلت التظاهرة من أي أحداث شغب دامية، وعوضتها لوحات فنية عالية المستوى وتشجيعات حضارية، من مختلف الجماهير الحاضرة في الملاعب المستقبلة لمباريات "المونديالتو"، وهو الشيء الذي أشاد به العالم بأسره، وصفق له الاتحاد الدولي لكرة القدم، إذ كانت أثمنة التذاكر تتراوح ما بين 175 درهما و1200 درهم، وهو الشيء الذي غير من نوعية الجماهير التي حضرت التظاهرة. البعض بات يطالب بتطبيق التجربة نفسها على مباريات الدوري الاحترافي، رغبة منهم في التقليل من هذه الآفة التي بدأت تهدد أرواح المواطنين، مع توفير شروط السلامة والوقاية للمتفرجين، فهل سيتم الاستجابة لهذه المطالب والرفع من ثمن التذكرة لولوج الملاعب في المغرب؟ * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيّين زوروا Hesport.Com