واثق الخطى يتجول في أدغال إفريقيا ملكاً، حتى بلغ محطة "الأطلس"، معلناً نفسه ذلك المنقذ المنتظر ل"الأسد المريض"، في مهمة "القلب والعمر" بالنسبة إليه، ذلك أنه دائماً ما جهر برغبته في تدريب المنتخب المغربي، رافعاً تحدي إعادة الهيبة للأسود بعد سبات جعلها متأخرةً كثيراً في وقت تقدمت فيه المنتخبات الإفريقية وتعملقت.. هو ثعلب إفريقيا، الفرنسي هيرفي رونار، الذي يسعى بدهائه لإعادة المنتخب المغربي لسابق عهده عندما كان يقف نداً للند مع كبار العالم.. أقحم نفسه في مهمة "انتحارية"، فكل من دخل عرين "الأسود" كبيراً في الفترة الأخيرة، إلا وخرج منه صاغراً، كما لو أن المعضلة تكمن في المدرب، ومع هذا وتحديات أعمق، فإن "اكتشاف" كلود لوروا أبى إلا أن يحقق ما سعى إليه منذ فترة، عندما أصر على أن يشرف على المنتخب المغربي، مؤمناً بأن لمسته الساحرة، ستجدي لا محالة في استرجاع "الأسود" لعرشها في إفريقيا. المدرب الأشقر الذي قضى فترة شبابه عاملاً في النظافة، حيث راقص المكنسة لسنوات بعدما تبخر حلمه في مداعبة المستديرة على طريقة الكبار عقب تعرضه لإصابة في سن صغيرة إذ اكتفى بملامستها بشكل متواضع في صفوف أندية فرنسية مغمورة، قبل أن يرفع صفق أحلامه بتغاضيه عن تفصيل أن يكون لاعباً محترفاً، ويصوب هدفه في اتجاه التدريب.. فالمهم بالنسبة إليه، أن يظل داخل إطار الكرة مهما كانت الصفة. لم ييأس رونار وظل يقاوم من أجل حلمه إلى حين طرقه أبواب الثلاثين، حيث أتيحت له فرصة تدريب إحدى الفرق الفرنسية التي سبق ومارس لها، قبل أن يبتسم له الحظ ابتسامة عريضة، عندما سمع خبر بحث كلود لوروا عن مساعد له في تدريب إحدى أندية الصين، فعرض نفسه لتولي هذه المهمة دون تردد.. حينها تعلم أبجديات التدريب من "الساحر الأبيض"، وتشرب قواعد "الكوتشينغ"، قبل أن يتوجه لإفريقيا مع معلمه للإشراف على المنتخب الغاني ويحتك بأجواء الأدغال، قبل أن يصنع من نفسه سبُعا للقارة. ألقى رونار بثوب المساعد ليرتدي جلباب المدرب الأول، ويزف نفسه عريساً للكأس التي استعصت على الكبار، ويتوج بلقب "الكان" مع منتخب زامبيا عام 2012، ويواصل المشوار متنقلاً بين منتخب أنغولا واتحاد العاصمة الجزائري فالعودة إلى منتخب زامبيا ثم "الليغ 1" مع نادي سوشو، قبل أن يتوج من جديد باللقب الإفريقي مع "الفيلة"، ويرجع للدوري الفرنسي مع نادي ليل في تجربة قصيرة، وينتهي به المطاف في الرباط قبل أيام لإنهاء تفاصيل تحقيق حلم تدريب "الأسود"، حيث خلف الزاكي بإرث ثقيل سيشهد على تقسيمه 35 مليون مغربي متعطش لبسمة إنجاز كروي وطني غابت عن محياها منذ زمان طويل. رونار الذي منحته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم "الكارت بلانش" وامتيازات أخرى لا يمكن إلا أن تشجعه وتوفر له جميع الظروف من أجل تحقيق شيء مع المنتخب المغربي، (رونار) يحمل على عاتقيه آمال المغاربة في استرجاع تفاصيل الصدى الأخير لزئير "الأسود" بعد خرس طال بداعي المرض، فهل ينجح "الثعلب" الداهية في مداواة السقم؟ * لمزيد من اخبار الرياضة والرياضيّين زوروا Hesport.Com