أطلق ناشطون مغاربة عريضة على الموقع العالمي "أفاز"، موجهة إلى الجهات المسؤولة، والرأي العام، والمؤسسات الدولية ذات الصلة، تستنكر التدابير التي اتخذتها وزارة العدل والحريات ضد القاضي محمد الهيني، بسبب ما قالت آرائه المدافعة عن استقلال القضاء، مطالبة بضرورة رفع العزل عنه. وينتظر القائمون على العريضة، التي اطلعت عليها هسبريس، بلوغ هدف أولي محدد في 10 آلاف توقيع للمتضامنين مع القاضي المذكور، حيث وصل الموقعون إلى حدود كتابة هذه الأسطر زهاء ألفي توقيع، مصدرة بصورة الهيني ومقولة "اطمئنوا لن نموت جوعا أو عطشا، لأن شبعنا في أفكارنا لا في بطوننا". ووصفت العريضة الهيني بالقاضي النزيه الذي يجتاز محنة العزل على إثر قرار إداري صادر عن المجلس الأعلى للقضاء، برئاسة وزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، نعتته بالجائر، بسبب "مواقفه وآرائه المدافعة عن استقلالية القضاء ودوره الدستوري الطبيعي في حماية حقوق وحريات المواطنين". وتوقف الناشطون وراء ذات العريضة عند مواقف الهيني وأحكامه التي وصفوها بالمبدئية والموضوعية، والمتجردة، والمنتصرة للمظلومين، من قَبيل حكمه لصالح المعطلين ضد الدولة في شخص رئاسة الحكومة، ومسؤولية النيابة العامة، بالإضافة لكونه أول قاضٍ يحكم بحق المرأة السلالية في الإرث. وأردف موقعو العريضة بالقول "بما أن ما يتعرض له اليوم القاضي النزيه محمد الهيني، المعروف بمحاربته المستميتة للفساد، والرشوة، والتحكّم في القضاء، هو نتيجة آرائه ومواقفه، فإننا نعبر عن تضامننا ودعمنا المبدئي والمطلق مع القاضي الحقوقي في محنته هذه". وطالبت العريضة التضامنية ذاتها الجهات المسؤولة الكف عن مضايقة وخنق أنفاس القضاة، وقطع أرزاقهم، ومعاقبة القضاة على آرائهم التي يضمن لهم الدستور حرية التعبير عنها، وتضمن لهم المواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب الحق في العمل النقابي وحرية الضمير". وطالب الناشطون، ومنهم حقوقيون وإعلاميون ومحامون، الرأي العام والمؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، وممثلي القوى السياسية والحقوقيين والمثقفين والإعلاميين والنقابيين وجمعيات المجتمع المدني، بالعمل على إنصافه، ورد الاعتبار إليه، وإلغاء قرار العزل الجائر بحقه. وأورد المصدر بأن الهيني يوجد اليوم بدون أجر، وبدون معاش، رغم أنه قضى أكثر من 17 سنة في مهنة القضاء، في سبيل تحقيق العدالة"، مبرزا أن قرار عزل هذا القاضي الباطل يرسل رسائل سلبية، ويحد من حرية القضاة في ممارسة مهامهم، ويخل بمبدأ استقلالية القضاء"، وفق تعبير العريضة. ونشرت العريضة وسوما "هاشتاغ" تتاضمن مع الهيني، ومنها "القاضي الهيني مظلوم ويجب إنصافه"، و"القاضي الهيني ليس مرتشيا ولا فاسدا"، و"إذا لم ينصف الدكتور القاضي الهيني فلا حاجة للحديث عن دولة القانون"، و"كلنا القاضي الهيني"، وغيرها من الشعارات.