كشفت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، في تقريرين صادرين عنها، عن حجم حضور الأحزاب السياسية المغربية خلال النشرات الإخبارية في القنوات والإذاعات، العمومية والخاصة، مبرزة هيمنة أحزاب الأغلبية، مقارنة بأحزاب المعارضة، وكذا النقابات والهيئات المهنية. التقريران، اللذان رصدا حجم مرور الأحزاب في وسائل الإعلام السمعية البصرية، كشفا عن هيمنة لأحزاب الأغلبية على معظم البرامج، حيث عالجت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، خلال الفصل الأول، 5709 نشرات إخبارية بثت على 22 خدمة إذاعية وتلفزية، مسجلة تجاوز المدة الزمنية الإجمالية للمداخلات لأكثر من 57 ساعة. وتطرق التقرير الفصلي الأول إلى هيمنة الأغلبية من خلال حصولها على أكثر من 10 ساعات و53 دقيقة، مقابل 3 ساعات و26 دقيقة للمعارضة البرلمانية، فيما لم تنل الأحزاب غير الممثلة في البرلمان سوى 38 دقيقة، وذلك في القنوات التلفزية الوطنية. وتفيد النتائج أن حصة الحكومة وأحزاب الأغلبية البرلمانية تجاوزت ضعف مداخلات المعارضة البرلمانية، خلافا لمقتضيات المادة السادسة من القرار 46-66، باستثناء قناة العيون الجهوية، التي تجاوزت فيها حصة المعارضة حصة الحكومة والأغلبية، كما أن مداخلات الأحزاب غير الممثلة في البرلمان كانت هي الأضعف، والمسألة نفسها تنطبق على الإذاعات العمومية. ففي الإذاعات العمومية بلغت مداخلات الحكومة وأحزاب الأغلبية البرلمانية، خلال الفصل الأول من سنة 2015، ما يناهز 12 ساعة و39 دقيقة، مقابل ساعة واحدة و39 دقيقة للمعارضة، وأقل من تسع دقائق للأحزاب غير الممثلة في البرلمان، أي إن الحكومة تجاوزت ضعف مداخلات المعارضة، وتجاوزت بكثير الأحزاب غير الممثلة بالبرلمان. وتصدرت أربع مركزيات نقابية مداخلات المنظمات النقابية في وسائل الاتصال السمعي البصري، ويتعلق الأمر، على التوالي، بالاتحاد المغربي للشغل، والفدرالية الديمقراطية للشغل، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والإتحاد الوطني للشغل بالمغرب، وذلك خلال الفصل الأول من هذه السنة. هذه الحالة لم تختلف كثيرا في التقرير الثاني بالنسبة لحضور الأحزاب في المشهد السمعي البصري المغربي، حيث استحوذت الحكومة على ضعف ما حصلت عليه المعارضة، خلال تغطيات القنوات العمومية، من الوقت المخصص لمناقشة الأحداث السياسية بالبلاد، في حين كانت نسبة المعارضة غير الممثلة في البرلمان ضئيلة جدا، ووصلت في بعض الأحيان إلى صفر في المائة، كما حصل مع قناة المغربية، في المقابل تجاوزت هذه النسبة عشرة في المائة في القناة الأولى. وفي مقابل ذلك، اختلفت نسب حضور الأحزاب السياسية في الإذاعات المغربية الخاصة، التي شملها تقرير الهيأة العليا للإتصال السمعي البصري، خاصة وأن لكل منها دفتر تحملات.