اعتبر الخبير في شؤون الإسلام السياسي، مصطفى زهران، أن "تنظيم الدولة الإسلامية"، المعروف ب"داعش"، يستمد قوته من ضعف النظام العالمي الغربي، مشيرا إلى أن الدول الغربية تفتقر إلى الرغبة الحقيقية في القضاء على التنظيم الإرهابي. وأفاد الباحث المصري، الذي كان في ضيافة ندوة "مركز هسبريس للدراسات والإعلام"، حول موضوع "الدولة والمجتمع أمام تحديات الإرهاب"، بأن "أبا بكر البغدادي محظوظ، لأن العالم الغربي بات اليوم منشغلا بمشاكله الداخلية". وقارن المتحدث ذاته بين التحالف الدولي على عهد الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن للقضاء على تنظيم القاعدة وبين التحالف الدولي الحالي الذي يسعى إلى محاربة "داعش"، خالصا إلى أن "التحالف السابق كان حقيقيا، وقام بمحاولات حقيقية للقضاء على القاعدة". وبشأن اعتبار "تنظيم الدولة" امتدادا ل"القاعدة"، أبرز زهران أن تنظيم "داعش" كيان منفصل يمثل النضج الراديكالي والجهادي الذي خرج من الإطار الجماعاتي إلى تكوين دولة"، موضحا بالموازاة مع ذلك أن "البغدادي يمثل حالة جديدة تشبه حالة خُمَينية. ويشرح الباحث بأن البغدادي نجح في الانسلال من الجهاد الجماعاتي إلى إقامة الخلافة وتأسيس الدولة؛ وهو الإطار الذي لم تعرفه الحركات الراديكالية سابقا"؛ متابعا بأن "هذه النقطة كانت إحدى الأدبيات القوية التي ساعدت في استقطاب الشباب". وأضاف أن "العالم اليوم ليس أمام جماعة أو تنظيم يقف وراءه مرشد أو أمير، بل أصبحنا أمام من ينصب نفسه "خليفة للمسلمين"، إلى جانب تشكل دولة قائمة بذاتها، وليس مجرد جماعة، وهي أدبيات تدور في إطار هيكلة آليات دولة قائمة، وذات تماس واقعي معاصر بولايات وإدارات وغيرها"، لافتا إلى "تميز "داعش" بكونها تحاول تشكيل كيان واحد متراص ومتكامل". وأكمل المتحدث لأن "داعش" استطاعت كذلك تطوير مفاهيم الدائرة الجهادية، وطورت مفهوما جديدا للاستشهاد، من قتل النفس من أجل نيل الجنة إلى تنفيذ عمليات انتحارية من أجل إقامة الدولة، فأصبحت الغاية هي بذل الروح من أجل إقامة الدولة وليس دخول الجنة، وهو بُعد جديد في الآليات التي استحدثتها التنظيم". ولمواجهة المخاطر والتهديدات الإرهابية، أوصى زهران بإعادة النظر في دمج قوى الإسلام السياسي مرة أخرى في المجتمع، والفصل بين القسمين الديني والسياسي، وتقديم إجابات عما تطرحه التيارات الجهادية من أسئلة كثيرة لا إجابة لها عنها.