تصنف المنظمة العالمية للصحة مرض التوحد كنوع من الاضطرابات التطورية النمائية، وليس كمرض عقلي أو نفسي؛ وهو ما يظهر خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، إذ ينتج هذا الاضطراب عن خلل في الجهاز العصبي، يؤثر بدوره في وظائف المخ؛ وبالتالي يؤدي إلى قصور في عمليات الاتصال والتعلم والتفاعل الاجتماعي . أخصائية الحمية والتغذية نورة دوبيز كشفت، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، دور التغذية، إلى جانب العلاج الطبي والنفسي والعلاج بالتخاطب، في تحسن الحالة الصحية لمرضى التوحد، إذ قالت إن "الدراسات أثبتت أن حالة الطفل التوحدي تتحسن ب70% عند اتباع حمية خالية من الجلوتين، وهو البروتين الموجود في القمح والشعير والخرطال، والكازيين، وهو البروتين الأساسي في الحليب ومشتقاته، والامتناع عنهما يؤدي إلى التقليل من سلوكيات التوحد، ويزيد مهارات التواصل الاجتماعي". الأخصائية ذاتها أوردت، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الكازيين والجلوتين بروتينان يتحللان إلى مركبات تسمى الأحماض الأمينية لدى الإنسان العادي، إلا أن المشكلة تكمن في كون الكازيين والجلوتين لا يتحللان عند أطفال التوحد، فتتراكم هذه المركبات البروتينية، وتؤدي إلى أضرار في الجهاز العصبي، واضطراب السلوك، ونمو غير سليم للمخ". وتوصي أخصائية الحمية والتغذية، وهي العاملة بمستشفى الدراق بمدينة بركان، الطفل التوحدي بعدم تناول الحليب ومشتقاته، لكونها تحتوي على بروتين الكازيين؛ وبعد تحسن حالة المريض عن طريق المراقبة تجب إزالة القمح والشعير والخرطال، الغنية بالجلوتين، من الوجبات الغذائية، وتعويضها بالأرز والذرة لتلبية حاجيات جسم المريض من النشويات، بالإضافة إلى تناول الكثير من الخضر والفواكه الطازجة والقطاني، والابتعاد عن المواد المصنعة والمعلبات، والانتباه إلى بعض المصطلحات التي توجد ضمن قائمة محتويات المنتوج الغذائي، من قبيل نشا القمح، أو بروتين نباتي، والتي تدل على وجود جلوتين. في التصريح ذاته دعت دوبيز مريض التوحد إلى شرب الحليب المصنع من مصادر نباتية، مثل حليب الصوجا، وحليب الإبل، وأضافت أن هناك حليبا خاليا من الكازيين متوفر في الصيدليات، بهدف تعويض مادة الكالسيوم الموجودة في الحليب. "كما يمكن الحصول على الكالسيوم والحديد من مكملات الكالسيوم، الخالية من الجلوتين، وأيضاً من أغذية أخرى، مثل اللحوم والخضار الورقية كالسبانخ، والقزبر، والكرنب، التي يمكن أن تتم إضافتهما إلى الغذاء، وإعطاء المريض شراباً حسب العمر لتغطي احتياجاته من هذه المعادن"، تقول نورة. وختمت نورة دوبيز، أخصائية الحمية والتغذية، حديثها لهسبريس بالقول إنه "يجب الانتباه إلى الفترة من 14- 21 يوماً من بداية الحمية، لأنه قد تظهر أعراض على الطفل المصاب، تتلخص في الخمول والكسل، والبكاء والأنين، وازدياد مرات التبول والتبرز، وهي أعراض إيجابية وتعتبر دافعاً للاستمرار في الحمية، كما قد يتم تسجيل ارتفاع معدل التركيز والانتباه، وانخفاض معدل السلوك العدواني، إذ يصبح الطفل التوحدي أكثر هدوءاً واستقراراً".