ركزت الصحف المغاربية، اليوم الخميس، على البيت الداخلي لحزب (نداء تونس)، ومشروع التعديل الدستوري في الجزائر، والحوار السياسي في موريتانيا. ففي تونس، واصلت الصحف نبشها في الصراع الداخلي لحزب (نداء تونس) المهدد بالانشقاق بعد اشتداد الخلاف بين قيادييه أو ما بات يعرف بصراع الجناحينº محسن مرزوق، الأمين العام للحزب، وحافظ قايد السبسي نائب رئيسه. وفي هذا الصدد، كشفت صحيفة (المغرب) أنه في ظل هذا الوضع، يقوم رئيس الحزب، محمد الناصر، باتصالات مكثفة لتقريب وجهات النظر بين شقي الصراع، مؤكدة أنه "لا يدعم أي مجموعة على حساب الأخرى، وأنه لا يساند إلا مبدأ وحدة الحزب وقيادته إلى حين انعقاد مؤتمره قبل نهاية السنة الجارية". ولمحت الصحيفة إلى صعوبة مهمة الناصر، مسجلة أن ال24 ساعة الماضية عرفت مشاورات واتصالات لتجاوز الأزمة وإنقاذ الحزب بشعار "التوافق"، إلا أن ذلك غير كاف حيث "لكل فريق في الحزب مطالب ومطامح هي اليوم متناقضة لن تتجاوز إلا بتنازلات قد تكون مرة لكل طرف وهو ما يعقد الوصول إلى حل". وعلقت صحيفة (الصباح) على الوضع داخل (نداء تونس) بأن الحزب يسير إلى "المجهول" خاصة بعد إعلان أعضاء من كتلته النيابية ،أمس ، تجميد عضويتهم في الكتلة والاستقالة قريبا، ناقلة عن هؤلاء أن خطوتهم هذه "هي نتيجة انعدام أي تفاعل إيجابي من الأطراف التي ساهمت في تعكير الوضع الداخلي للحزب". وتساءلت صحيفة (الضمير)حول ما إذا كانت أزمة (النداء) ستؤثر على الوضع السياسي للبلاد، موردة آراء باحثين وأكاديميين منهم من رأى أنه "لا خوف على المسار الحكومي والسياسي للبلاد باعتبار أن الخلافات داخل الحزب تنحصر في التنافس على المناصب داخله لا غير"، ومنهم من أقر بأن الأزمة تتعلق ب(النداء) وليس الدولة، إلا أن آخر اعتبر أن من مصلحة البلاد والأحزاب السياسية أن يظل (النداء) موحدا إلى حين انعقاد مؤتمره لحل مختلف الإشكاليات العالقة. وخصصت صحيفة (الشروق) مقالات في الموضوع، أكدت في أحدها أن أزمة (النداء) مهما كانت نتيجتها، فإن "الحكومة خط أحمر"، وذلك في ظل مخاوف من إمكانية الوصول إلى "حل الحكومة وعودة البلاد إلى مربع التجاذبات من أجل تشكيل تحالف جديد وحكومة جديدة". وعبرت صحيفة (الصريح) عن الأمل في أن يبقى (نداء تونس) موحدا "لأن في انهياره ضربة موجهة للمسار الديمقراطي برمته وتهديد للاستقرار النسبي في البلاد". وفي الجزائر، واصلت الصحف إثارة مشروع المراجعة الدستورية الذي وعد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، في رسالة إلى الأمة مؤخرا بمناسبة ذكرى فاتح نونبر، بإعلانه للعموم قريبا. وتساءلت صحيفة (الوطن) حول ما إذا كان اختيار الشعب سيتم احترامه، علما أن التصويت على مشروع الدستور سيجرى في نفس الظروف السياسية وبنفس المؤسسات مع الأشخاص ذاتهم، أي بنفس الإدارة التي سهرت على تنظيم الاستحقاقات السابقة والتي تحتج عليها المعارضة لكونها فاقدة للشرعية. وقالت "مهما كان نمط الاقتراع عن طريق الاستفتاء الشعبي أو البرلمان، سيمر المشروع كرسالة بريد"، مضيفة أن هذه السياسة هي ما يثير غضب المعارضة. ونشرت صحيفة (الشروق) رد فعل حزب (طلائع الحريات) الذي يقوده رئيس الحكومة سابقا، علي بن فليس، بخصوص مضمون رسالة الرئيس بوتفليقة إلى الأمة، جاء فيه أن الإعلان عن التعديل الدستوري، تحول مع مرور الوقت إلى مناورة سياسوية بحتة، تهدف إلى التلهية عن التحديات الحقيقية الحالية، والمتمثلة في "الانسداد السياسي الكامل، وفي أزمة النظام المكتملة الأركان، بعد أن كان قد بدأ مشروع التعديل الدستوري كرد فزع من عدوى الثورات العربية". وقال بن فليس إن الدستور الجديد الذي يحتاجه البلد "لابد أن يكون من صنع مؤسسات شرعية، ممثلة للشعب السيد، وفي إطار المعالجة والتسوية الشاملة لأزمة النظام من خلال فتح مسار انتقال ديمقراطي بات حيويا وغير قابل للمزيد من التأجيل أو التأخير"، معترفا بأن الجزائر فعلا "في حاجة لديمقراطية هادئة ولا أحد يشكك في ذلك، بل ويسلم الجميع بصحة وأحقية طرح كهذا". ونشرت صحيفة (الفجر) حوارا مع حقوقي وناشط سياسي، عمار خبابة، اعتبر فيه أن إعلان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، عن استحداث آلية مستقلة لمراقبة الانتخابات في التعديل الدستوري القادم، لا يرقى إلى مستوى مطالب المعارضة التي تؤكد على ضرورة إنشاء هيئة دائمة ومستقلة للإشراف على الانتخابات من بدايتها إلى نهايتها. وفي موريتانيا، ما تزال الاستعدادات والمشاورات الجارية لإطلاق حوار سياسي وطني شامل تستأثر باهتمام الصحف المحلية. وفي هذا السياق، كتبت صحيفة (الأمل الجديد) أن القطب السياسي للمنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة (معارضة راديكالية ) أنهى اجتماعه ، أمس الأربعاء، دون التوصل إلى اتفاق يحسم موقفه من الاستجابة للدعوة التي وجهها الوزير الأمين العام للرئاسة مولاي ولد محمد الأغظف، بعد اتصال أجراه قبل أيام مع رئيس المنتدى. وقالت إن القطب السياسي حدد، يوم السبت القادم، لمواصلة الاجتماعات بعد احتدام النقاشات بين أطرافه. وحسب الصحيفة، فإن المنتدى يشهد حالة من تباين المواقف بخصوص الرسالة التي تلقاها الرئيس الدوري للمنتدى من الحكومة تدعو للقاء تشاوري يمهد للحوار بين المعارضة والحكومة والأغلبية الداعمة لها. وأشارت الصحيفة إلى أن ثلاثة أحزاب من المنتدى، وهي تكتل القوى الديمقراطية واللقاء الوطني الديمقراطي والتناوب الديمقراطي (إيناد) رفضت الدخول في أي لقاء مع الحكومة قبل الحصول على رد مكتوب على الوثيقة التي سبق أن تقدم بها المنتدى حول "ممهدات" الحوار. وعلى صعيد آخر، تطرقت الصحف الموريتانية لمشاركة وزيرة الثقافة والصناعة التقليدية في الملتقى العام ال38 لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) بباريس. ونقلت عنها قولها إن "موريتانيا حددت أهدافا طموحة جدا في مجال التعليم ورصدت موارد هامة تم تسخيرها لبناء المدارس وتعميم التمدرس وتشجيع التميز وتعزيز تكوين المدرسين". كما تطرقت لتوقيع موريتانيا مع الاتحاد العربي لمنتجي الأسماك على اتفاقية مقر هذه الهيئة الاقتصادية العربية، وتنظيم ملتقى بنواكشوط حول أهداف الأممالمتحدة للتنمية المستدامة (2030)، واستعدادات منتخب "المرابطون" لمواجهة نظيره التونسي يوم 13 من الشهر الجاري بنواكشوط في إطار تصفيات كأس العالم لكرة القدم (روسيا 2018).