شيّع جثمان النائب العراقي أحمد الجلبي، الذي توفي الثلاثاء إثر نوبة قلبية مفاجئة في بغداد. بينما نظم البرلمان العراقي، أمام مقره، مراسم تشييع رسمية للجلبي، بحضور الرئيس العراقي فؤاد معصوم، ورئيس الحكومة حيدر العبادي ورئيس البرلمان سليم الجبوري وعدد من الوزراء وممثلي المرجعيات الدينية وقيادات عسكرية. وأحمد عبد الهادي الجلبي، من مواليد بغداد عام 1945، مؤسس حركة المؤتمر الوطني العراقي، ويعتبر من أبرز المعارضين للرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وينظر إليه باعتباره مهندس غزو العراق من قبل قوات دولية، قادتها الولاياتالمتحدةالأمريكية، في 2003 والتي أسفرت عن سقوط نظام صدام. والجلبي من عائلة عراقية شيعية معروفة، تعمل في القطاع المصرفي، وكان والده وزيرًا للتجارة في العهد الملكي. بينما غادر أحمد الجلبي العراق عام 1958، بعد سقوط النظام الملكي وإعلان الجمهورية العراقية، في 14 يوليوو من ذلك العام، وعاش معظم حياته بعد ذلك في الأردن وبريطانيا، باستثناء منتصف التسعينيات، عندما سعى إلى تنظيم انقلاب من شمال العراق ضد صدام حسين، الذي اكتشف المحاولة، ونكل بعدد كبير من المشاركين فيها. وجاءت محاولة الانقلاب خلال انفجار القتال عام 1998 بين الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني، والديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، الذي استنجد بصدام لدفع خطر مقاتلي طالباني عن أربيل، التي دخلتها القوات العراقية فقتلت واعتقلت العديد من المعارضين، ودفعت قوات طالباني إلى خارج أربيل ومنعتها من السيطرة عليها. ودرس الجلبي الرياضيات في جامعة شيكاغو ثم في معهد ماساشوستس للتقنية، وانشغل في العمل المصرفي، وحكم عليه غيابيًا عام 1992 من قبل محكمة عسكرية أردنية بتهمة انهيار مصرف "بترا" الأردني، الذي شارك في تأسيسه عام 1977. وخلال فترة معارضته للنظام العراقي السابق، كان الجلبي يدفع لإسقاط النظام عن طريق القوة، ويحشد من خلال علاقاته مع مختلف الأوساط السياسية الأمريكية بهذا الاتجاه، حيث كان يسرّب معلومات سرية عن وضع النظام وتحركاته في وسائل الإعلام العالمية، خاصة ما يتعلق منها بمزاعم امتلاكه لأسلحة دمار شامل، التي ظهر زيفها في ما بعد. وعام 1998 قام الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون بإقرار خطة لإنفاق نحو 90 مليون دولار لمساعدة المعارضة العراقية، وخصوصًا المؤتمر الوطني العراقي، بهدف الإطاحة بنظام صدام، الذي تحقق عام 2003، فأصبح الجلبي أحد أعضاء مجلس الحكم في العراق، الذي تشكل عام 2004، وسلمت له مقاليد الحكم في البلاد. وحين غزت قوات التحالف الدولي، بقيادة الولاياتالمتحدة وبريطانيا، العراق عام 2003 اكتشفت عدم صدقية مزاعم الجلبي حول أسلحة الدمار الشامل، فأدارت له ظهرها، ثم أصبح أحد الأطراف الرئيسية في "التحالف الشيعي" الذي يقود العراق منذ إسقاط نظام صدام. * وكالة انباء الأناضول