أعلنت مؤسسة "ابن رشد للفكر الحر" فوز الكاتب المغربي أحمد المرزوقي بالجائزة التقديرية لسنة 2015، إلى جانب كل من الكاتب السوري مصطفى خليفة، والفلسطينية عائشة العودة. وخصصت الجائزة هذه السنة لأدب السجون. وكانت المؤسسة أعلنت في مارس الماضي تخصيص الجائزة لكاتبة أو كاتب قدم في مجال أدب السجون عملا روائيا أو سيرة ذاتية أو شعرا، "يحفز بإنتاجه المكتوب باللغة العربية على نقاش عام وواسع حول السجون والقمع وانتهاك الحريات، والكشف عن أوضاع السجناء السياسيين، ويعزز من خلال عمله قيم الحرية والكرامة الإنسانية في العالم العربي". ومنحت الجائزة طوال 16 عاما لفائز واحد، وهذه هي المرة الأولى التي تعلن المؤسسة فيها عن أسماء فائزين بجائزة ثانية. وقالت المؤسسة في بلاغ لها إن عائشة عودة، المولودة عام 1944 في قرية دير جرير من ضواحي رام الله، "عاشت مرارة الحكم العسكري الإسرائيلي وظلم سجونه عام 1969، وتم نسف منزل أسرتها إثر اعتقالها؛ وفي عام 1970 صدر في حقها حكمان بالسجن المؤبد، مضافا إليهما عشر سنوات بتهمة المشاركة في وضع القنابل في القدس الغربية والانتماء إلى منظمة غير مشروعة، ولم تحصل على حريتها إلا في عملية تبادل للأسرى عام 1979". وأضاف البلاغ أن عائشة عودة أبعدت إلى الأردن، ثم عادت إلى أرض الوطن بعد توقيع اتفاقات أوسلو، وحرصت على كتابة تجربتها، ونقلت الكثير عن فظاعة التعذيب الجسدي والنفسي خلال الاستجواب والحبس المتواصل في سجون الاحتلال في كتابيها (أحلام بالحرية) و(ثمنا للشمس)، كما صدرت لها عام 2007 مجموعة قصصية عنوانها (يوم مختلف). وقال البلاغ إن لمصطفى خليفة قصصا مع السجون في سوريا، ففي شبابه شارك في أنشطة سياسية أدت إلى سجنه مرتين، "وامتدت في المرة الثانية 15 عاما تنقل خلالها بين العديد من السجون"، وشكلت التجربة موضوعا لروايته (القوقعة)، التي تسرد أحداثا دقيقة ومؤلمة، "لتصبح شاهدة على مدى العنف والظلم في سجون الطغاة." وأضافت المؤسسة أن أحمد المرزوقي، الضابط المغربي السابق، المولود عام 1947، وجد نفسه في يوليوز 1971 يواجه حكما أصدرته محكمة عسكرية بالسجن خمس سنوات، لكنه "قضى في السجن عشرين عاما، منها 18 عاما في معتقل تزممارت الرهيب، حيث مات كثيرون من رفقائه الأسرى جراء البرد والمرض وسوء التغذية والرعاية الصحية"، ولم يفرج عنه إلا عام 1991، وسجل تجربته في كتابه (تزممارت.. الزنزانة رقم 10). وفاز بالجائزة مفكرون وفنانون، منهم الجزائري محمد أركون، والمغربي محمد عابد الجابري، والسودانية فاطمة أحمد إبراهيم، والسورية رزان زيتونة، والفلسطينيان عزمي بشارة وعصام عبد الهادي، والمطربة ريم بنا، والتونسيون نوري بوزيد وسهام بن سدرين وراشد الغنوشي، والمصريون محمود أمين العالم ونصر حامد أبو زيد وسمير أمين وصنع الله إبراهيم. وضمت لجنة التحكيم هذا العام كلا من الشاعر المغربي محمد الأشعري، والروائيين السوري خالد خليفة والعراقي صموئيل شمعون، والناقدتين الأردنية رزان محمود إبراهيم والمصرية سامية محرز.