في أول رد له على ترشحه للظفر برئاسة بلدية تطوان، قال رشيد طالبي العلمي، عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني للأحرار ورئيس مجلس النواب، بأنه "مواطن من بين المواطنين ومن حقي الترشح"، لأنه أصلا هو "رئيس مجلس النواب بالترشيح وبالتصويت، وبالتالي فالترشح في مدينة تطوان هو ترشح عادي وعملية ديمقراطية عادية". وعن عدم انضباطه لقرار التحالف الحكومي، كما أشارت إلى ذلك مجموعة من المنابر الإعلامية، أكد طالبي العلمي، في لقاء خاص مع "هسبريس"، أنه انضبط لهذه القرارات على عكس ما روجته بعض التسريبات "غير المسؤولة والتي تجهل الكثير من الأشياء". وقال: "لقد انضبطت لهذه القرارات على أساس أن الحزب الذي حصل على المرتبة الأولى، وهو حزب العدالة والتنمية، من المفروض أنه هو الذي يقوم بتدبير التحالفات على المستوى المحلي تنزيلا لمقتضيات التحالف الحكومي، غير أن ذلك لم يحصل"، مضيفا أنه التقى، أمس، مع مسؤولين في حزب العدالة والتنمية بمدينة طنجة في غياب وكيل لائحتهم بمدينة تطوان، ومع ذلك تم التفاوض حول مسألة الترشيح. غير أن طالبي العلمي أشار إلى أن حزب العدالة والتنمية قد فتح باب التحالف المحلي من خارج التحالف الحكومي، وقال في التصريح ذاته ل"هسبريس": "فوجئت أن العدالة والتنمية في مدينة تطوان قد فتح الباب لتحالف محلي خارج التحالف الحكومي لسد الطريق على التحالف مع حزب التجمع الوطني للأحرار في المدينة، مما أثار غضبي وغضب كل الإخوان المناضلين والمناضلات، ومن خلاله دفعني لوضع ترشيحي في آخر ساعة". وبخصوص إعلانه عدم الترشح سابقا، أكد العلمي أنه فعلا أعلن ذلك وبشكل رسمي، وكان ذلك "من باب المسؤولية واحتراما للتحالف الحكومي وكل مقتضياته (...)، لكنه أثار لي عدة مشاكل مع الساكنة في مدينة تطوان حيث وقع نوع من الإحباط والضغط، ولكن بالرغم من ذلك صمدت لأنني مسؤول سياسي وأحترم كل الالتزامات السياسية". واعتبر المتحدث أن النقطة التي أفاضت الكأس تتمثل في أن المفاوضات لم تفتح مع العدالة والتنمية في تطوان إلا في آخر يوم، "لأنهم (العدالة والتنمية) كانوا يودون وضعي أمام الأمر الواقع حتى ينتهي الأجل القانوني لوضع الترشيحات، لكن حسن النية كانت إلى جانبي". وأكد أن لقاء جمعه مع مسؤول من حزب العدالة والتنمية في طنجة قبل ساعتين من انتهاء الأجل القانوني لوضع الترشيحات، مضيفا بأن ذلك المسؤول أبدى تفهما لأنه تعاون معه في عدة محطات خلال تدبير الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، باستثناء مدينة تطوان حيث بقي الإشكال مطروحا فيها إلى آخر أجل. وعبر طالبي العلمي عن استغرابه، طيلة يوم الأربعاء، للتصريحات والتسريبات "التي لا أساس لها من الصحة ولا علاقة لها بالموضوع، والناس لا يعرفون الحقائق ويتحدثون في قضايا وأمور يجهلونها وينظٍّرون لها"، مشيرا إلى أن هؤلاء الناس "هم أعضاء من حزب العدالة والتنمية". وأضاف أن المسؤول الحزبي في العدالة والتنمية، والذي رفض ذكر اسمه احتراما له، يعرف كل شيء عن النقاش الذي تم في طنجة في غياب وكيل اللائحة لحزب العدالة والتنمية، حتى يتم وضعه أمام الأمر الواقع بعد الإعلان عن التحالف المحلي مع حزب الأصالة والمعاصرة. وقال مخاطبا أعضاء حزب العدالة والتنمية: "حشومة عليكم هذ الشي لي تديرو، شيطنة الآخر، لأن شيطنة الآخر بدون حقائق وبدون وقائع يرفضها العقل والمنطق". وعلى مستوى التحالف الحكومي، أكد القيادي في حزب مزوار أن "الأمور جيدة جدا، وكان لنا اجتماع للمكتب السياسي هذا المساء ونحن ملتزمون، وحزب التجمع الوطني للأحرار لم يُخِل في يوم من الأيام بالتزاماته". ودعا طالبي العلمي حزب العدالة والتنمية إلى أن يكون في مستوى النضج السياسي، بقوله: "هي دعوة للأستاذ عبد الإله بنكيران وحزبه أن يكون لهم نضج سياسي لتدبير المرحلة بشكل جيد يخدم الوطن قبل أن يخدم أحزاب التحالف الحكومي".