وجه ادريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، اتهامات صريحة لزعماء أحزاب الأغلبية، بمحاولتهم "سرقة" مرشحي حزبه وذلك من خلال استعمال أسلوب "الترغيب والتهديد" وفق تعبير لشكر، الذي أكد أن بعض زعماء الأحزاب المشكلة للإتلاف الحكومي استغلوا المناصب الوزارية التي يشرفون عليها لتقديم إغراءات لمرشحين عن الاتحاد الاشتراكي بغرض استقطابهم نحو أحزابهم، "وعندما رفض أعضاء حزبنا هذه الإغراءات لجأ زعماء الأحزاب إلى أسلوب الترهيب". وواصل لشكر، خلال الندوة التي نظمت صباح اليوم بمقر حزبه للحديث عن الانتخابات الجماعية والجهوية، سيل الانتقادات للحكومة التي "انخرطت في الفساد الانتخابي" وفق تعبيره، وذلك من خلال سعي وزراء وأمناء عامين ينتمون للأغلبية إلى شراء المرشحين، مستطردا بأن الأموال أصبحت تنفق بشكل خيالي من أجل شراء المرشحين وشراء لوائح بأكلمها. وانتقد الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، توقيت تنظيم الحملة الانتخابية "لا يمكن لعاقل أن يختار شهر غشت لتنظيم الحملة الانتخابية"، مردفا بأن كل المدن الكبرى فارغة لأنها فترة العطلة والدول الديمقراطية تنظم حملاتها الانتخابية بعيدا عن فترات العطل". وأطلق لشكر مدفعيته الثقيلة في اتجاه الحكومة ورئيسها عبد الإله بن كيران، مؤكدا أن الأموال التي نزلت خلال فترة التزكيات "كانت مرعبة ولم يسبق لبلادنا أن عرفت متاجرة في الانتخابات كما عرفتها في عهد الحكومة الحالية"، مقدما المثال بانتخابات الغرف المهنية "التي أكدت بالملموس أن المغرب شهد فسادا انتخابيا غير مسبوق"، قبل أن يحمل مسؤولية هذه الأوضاع للحكومة الحالية. وبعد أن سحب زعيم الاتحاديين الثقة من الحكومة في قدرتها على الإشراف على الانتخابات، وجه دعوة إلى "أجهزة الدولة" التي لم يسميها لكي تقوم بضمان نزاهة العملية الانتخابية، وبأن تحارب "الفساد الانتخابي كما تحارب الإرهاب"، مبررا ذلك بكون الفساد الانتخابي يشكل خطرا على البلد ومستقبلها بنفس درجة خطورة الإرهاب، "ومع الأسف فإن بلدنا التي أبانت عن قدرة خارقة في محاربة الإرهاب لم تستطع أن تحارب إلى حد الآن الفساد الانتخابي" وفق لشكر الذي اعتبر أنه "لا فرق بين الإرهابيين وأباطرة الانتخابات". إلى ذلك كشف المسؤول الأول عن حزب الوردة عن الميزانية التي خصصها حزبه للحملة الانتخابية والبالغة 11.5 مليون درهم، تتكون من 6 مليون درهم عبارة عن الدعم المقدم من طرف الدولة، و5.5 مليون درهم هي عبارة عن ميزانية تسيير الحزب خصصها بأكلمها للحملة الانتخابية، وسيتم توزيع ما قيمته 7.5 مليون درهم من هذه الميزانية على كافة التنظيمات الحزبية على أن يتم الاحتفاظ ب4 مليون درهم من أجل اللوجستيك الضروري للحملات الانتخابية. واختار الاتحاد الاشتراكي "بصوتك نحميو الجماعة ونحاربو المفسدين" كشعار لحملته الانتخابية، وهو شعار يمكن استيعابه من طرف جميع المغاربة يقول لشكر، الذي أكد أن برنامج حزبه يتكون من 13 مقترحا من بينها "الإصغاء المتواصل لمشاكل المواطنين"، وإعادة النظر في التدبير المفوض وتجويد النقل العمومي وإصلاح المؤسسات المحلية "لأن ما وصلنا إليه حاليا لا يعتبر تنزيلا للدستور" على حد تعبير الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي.