حاصر أصحاب العربات السياحيّة المجرورة بالخيول، والمشهورة بتسميّة "الكوتشي" شعبيا، اليوم، حافلة تابعة لشركة نقل سياحي بعاصمة النخيل مراكش. الواقعة جرت بمحيط ساحة جامع الفنا، بالمدينة الحمراء العتيقة، وعرفت تنديد مهنيي "الكوتشي" باستمرار المركبة في أداء خدماتها للسياح بالرغم من وجودها في "وضعية غير قانونية". وارتفعت احتجاجات الغاضبين على سائق الحافلة ومشغليه، حيث أبدى المستاؤون استنكارهم لمواصلة الحافلات المماثلة العمل رغم انتهاء العقدة التي كانت تجمعها بالمجلس الجماعي وغياب أي تجديد يهمها. أرباب "الكوتشيات" عبروا ضمن عريضة أصدروها ممهورة بتوقيعاتهم، توصلت بها هسبريس، عن تذمرهم من الامتيازات غير المحدودة للحافلات السياحية الحمراء، مضيفين أن ذلك يوازيه إهمال وإقصاء يطال مستغلي العربات المجرورة بالخيول. ونادت ذات الوثيقة بتحرك كل المؤسسات ذات الاختصاصات التدبيرية المقترنة بمهنتهم لأجل "رفع الضرر عن القطاع الذي أصبح يعيش وضعية مزرية" حسب تعبيراتهم المستاءة من واقع الحال الذي يستقرون وسطه حرفيا. ذات القطاع الخدماتي، تضيف العريضة يوظف 600 من الأيادي العاملة بمراكش، بينما تبلغ الكلفة السنوية لمواد العلف التي تتطلبها تغذية الخيول بجوار مصاريف العاملين ما يعادل 2,7 ملايير من السنتيمات بالمدينة الحمراء وحدها.. "أضحينا نكافح من أجل البقاء والحفاظ على الإرث الحضاري الثمين" يقول أصحاب "الكوتشي". وطالب المتضررون المجلس الجماعي لمراكش بسحب الترخيص نهائيا من شركة حافلات النقل السياحي، معتبرين أنها "لا تُدِرّ على الميزانية الجماعية سوى 276 مليون سنتيم سنويا مقابل شل قطاع النقل السياحي التقليدي ونسف التراث التاريخي للمدينة. تعليقا على ماجرى يقول رئيس لجنة الصفقات بالمجلس الجماعي لمراكش، نائب عمدة مراكش عبد اللطيف أبدوح، إنه قد تم إلغاء صفقة النقل السياحي لأجل غير مسمى، وذلك بعدما انتهاء العقدة الأخيرة التي كانت تربطها الطرفين وانقضت بانتهاء شهر يونيو الماضي. وضمن تصريح لهسبريس قال أبدح إن الحافلة التي تمت محاصرتها من لدن أرباب "الكوتشي" توجد فعلا في وضعية غير قانونية.. مضيفا أن المجلس الجماعي لمراكش قد قرر، في دورته لشهر أبريل الماضي، وضع دفتر تحملات أكثر دقة قبل الدعوة لصفقة عمومية دولية جديدة لتدبير هذا القطاع المؤثر في الاقتصاد السياحي للمدينة والجهة والوطن.