اعترض نحو 300 رجل أمن بأزياء مدنية ورسميّة، سيارة الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع، ومنعوها لدقائق من الوصول إلى قصر الحكومة بالقصبة (وسط العاصمة)، قبل أن تتدخل عناصر أخرى وتفسح لها الطريق. وردّد رجال الشرطة الغاضبون، شعارات ضد الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، والجنرال علي السرياطي مدير جهاز الأمن الشخصي لابن علي، والذي اعتقلته السلطات بتهمة "التآمر على أمن الدولة الداخلي". وتظاهر، أمس السبت، وسط العاصمة تونس ولليوم الثاني على التوالي، مئات من عناصر الشرطة، مطالبين بتأسيس "نقابة الأمن الوطني"، و"متبرئين" من "جرائم" الرئيس المخلوع الذي أعطى أوامر لرجال الأمن بإطلاق الرصاص الحي على متظاهرين في عدد من مناطق البلاد، التي شهدت منذ النصف الثاني من ديسمبر 2010 ثورة شعبية (استمرت نحو شهر) أطاحت بابن علي. وحمل رجال الشرطة الغاضبين، شارات حمراء، ورفعوا لافتات كُتب عليها: "نطالب بنقابة الأمن الوطني، وتسوية وضعية رجل الأمن"، و"إعادة الزملاء الموقوفين والمعزولين حالاً". ودخلت الشرطة التونسية، منذ أول أمس الجمعة في حدث لافت وغير مسبوق على خط التضامن مع "الثورة الشعبية" التي أطاحت بالرئيس ابن علي الذي، حكم تونس بقبضة حديدية (منذ السابع من نوفمبر 1987). وأعلنت وكالة الأنباء التونسية أنّ "رجال الأمن نزلوا أمس إلى الشوارع في عدد من مدن الجمهورية في مسيرات احتجاجية سلمية مساندة للاحتجاجات الشعبية، ورافضة لسياسة القمع والاضطهاد التي مارسها النظام السابق ضد المواطنين". ويمنع القانون التونسي الشرطة من التظاهر أو من تأسيس نقابات. وتقدر مصادر غير رسمية عدد رجال الأمن في تونس بما لا يقل عن 130 ألفًا.