قال مسؤولون إن ثورا أميركيا (بيسون) مستأنسا نطح امرأة بمتنزه يلوستون القومي الأميركي هذا الأسبوع عندما حاولت التقاط صورة سيلفي معه في خامس هجوم من نوعه يتعرض له السائحون ممن يتجاهلون تحذيرات بعدم الاقتراب من هذه الثدييات. وقالت امي بارتليت المتحدثة باسم المتنزه إن المرأة البالغة من العمر 43 عاما وابنتها كانتا قد أعطيتا ظهريهما للثور قبل أن ينطح المرأة ليطيح بها في الهواء فيما أصيبت بجروح طفيفة. وهذه هي الواقعة الخامسة من نوعها منذ مايو/أيار الماضي فيما يبلغ وزن الثور الواحد نحو طن وثالث زائرة تصاب وهي تحاول التقاط صورة مع ثور أميركي. وقالت المتحدثة إنه يجري تحذير ملايين من السائحين الذين يزورون المتنزه كل عام من خلال المنشورات واللافتات وشفاهيا بأن يبتعدوا مسافة 25 مترا على الأقل من الثيران والدب الأشهب. ويبدو أن بعض الرواد يتجاهلون هذه التحذيرات وهم يتدفقون على المتنزه الذي تبلغ مساحته 8800 كيلومتر مربع ويمتد عبر ولايات وايومنج ومونتانا وايداهو. وقالت بارتليت "الناس لا يصدقون أنها حيوانات متوحشة أصلا وغير مأمونة الجانب ويمكن أن تكون خطرة". وقالت إن ثيران المتنزه التي يبلغ عددها نحو أربعة آلاف لا تعبأ أصلا بوجود الزوار وهي ترعي وغالبا ما تقترب من أماكن مخيمات السائحين والطرق والمباني وساحات انتظار السيارات ما يجعل بعض السائحين يتصورون أن بالإمكان الاقتراب منها. ومضت تقول إن الأمر تطلب نقل أربعة ممن تعرضوا لمثل هذه الحوادث الى المستشفيات. ويقول مديرو المتنزه إنهم يفكرون في إجراء تعديلات على سياسات أسهمت في مقتل آلاف من الثور الأميركي النقي السلالة من آخر قطعان برية من الحيوان بالبلاد منذ عام 2000 بدعوى القضاء على انتقال الأمراض للثروة الحيوانية. ولا يزال ثور يلوستون مثارا لجدل محتدم بشأن خطة ادارية صيغت منذ 15 عاما تسعى إلى الابقاء على ثلاثة آلاف فقط من عشائر هذا الحيوان فيما لا تسمح بقتله إلا إذا هاجر من المتنزه شتاء قاصدا ولاية مونتانا المتاخمة بحثا عن الغذاء. ويخشى مربو الماشية في مونتانا من ان تصيب الحيوانات الشاردة من البيسون أبقارهم بمرض البروسيلا -وهو مرض انتشر في المتنزه في بادئ الأمر من الثروة الحيوانية المحلية- ويؤدي إلى اجهاض الابقار وتعريض وضع الولاية الخالية من المرض للخطر. كانت هذه الحيوانات الضخمة الجثة الحدباء الظهر التي تحولت الى ايقونة تجوب منطقة غرب الميسيسبي بعشرات الملايين إلا ان عمليات الصيد الجائر أدت الى تناقص أعدادها بدرجة كبيرة بعد ان وجدت ملاذا آمنا لها في يلوستون في مطلع القرن العشرين.