مثل كل شهر رمضان المبارك، وطيلة السنوات الماضية، استطاع القارئ المعروف عمر القزابري أن يجذب إليه آلاف المصلين كل ليلة في مسجد الحسن الثاني الرحب بالدار البيضاء، بفضل إمامته لصلاة التراويح التي يؤم إليها الناس من كل حدب وصوب، حيث يأتي المصلون أحيانا من مدن قريبة وبعيدة أيضا للوقوف خلف هذا الإمام. صوت القزابري الرخيم والقوي في آن واحد، وحفظه المتين لكتاب الله بمختلف قراءاته، وتواضعه وصفاته الأخلاقية الرفيعة، وفق ما يشهد به من عرفه عن قرب، هي صفات من أخرى جعلت من أسهم قارئ القرآن ترتفع في قلوب البيضاويين وعند قطاع عريض من المغاربة، والذين يجمعون على حب القزابري. حُب شعبي غامر يتدفق على القزابري من أناس يعرفهم، وآخرين كُثر لا يعرفهم، وهو حب يعترف بأن لا يد له فيه، لأنه من صنيع الله مؤلف القلوب الذي جمع أفئدة العديدين على هذا الإمام الذي صار أيقونة من أيقونات الشهر الكريم بالمغرب، حيث لم يعد يُذكر رمضان إلا بإقرانه بحضور القزابري في تراويح مسجد الحسن الثاني. هو ابن مدينة مراكش، وسليل عائلة متدينة وعالمة، فوالده هو الشيخ أحمد القزابري، أحد علماء المدينة الحمراء، ورغم شهرته الواسعة لم يُعرف عن الرجل ميول نحو التكبر، أو الغرور، بل هو أشد ما يكرهه القزابري، حتى أنه يمد يده للترحيب بكل أريحية بأصوات المقرئين الشباب الذين باتوا ينافسونه في إمامة المصلين في التراويح بالدار البيضاء.