جلُوس رئيس الحكومة إلى مائدة غذَاء مع فايسبوكيِّين مؤثرِين، في الآونة الأخيرة، لمْ يكن كافيًا لإقناع المغاربة بوجود أسماء مؤثرة وسط المارد الأزرق، ذلكَ أنَّ 35.84 بالمائة فقطْ ممنْ استجوبتهم هسبريس قالُوا إنَّ ثمة أسماء مؤثرة، في حين استعبدَ 64.16 في المائة منْ المشمُولين بالاستطلاع أنْ يكون بين فايسبُوكيِّي المملكة وازنُون مؤثرُون. الدَّور الذِي اضطلعت به الشبكات الاجتماعيَّة في حراك عددٍ من البلدان، فيما كانَ فايسبُوك الأقوى حضورًا بالمغرب، بفعل الإقبال الزائد عليه قياسًا بالمنصات الأخرى، ونتائج الاستطلاع الذي شارك فيه 14 ألفًأ و764 مستجوبًا، أمران يضعان أمام تضارب في وجهات النظر، بين من يرى تأثيرًا حاصلا، مهما كان حجمه، وبين منْ يقدر أنَّ ما يعتمل مجرد جعجعة بدُون طحِين. هرماش: التأثير الفيسبوكي حاصلٌ في المغرب مروان هرماش، مدير مكتب "Consulto" للدراسات في الشبكات الاجتماعيَّة، يقُول في حديث لهسبريس، أنَّه لا يمكنُ، اليوم في المغرب، أن ننفِي وجود أسماء وصفحات مؤثرة في فيسبُوك "ثمَّة أفكار تطرحُ وتناقش، سواء لاقت تأييدًا أوْ جرت معارضتها، لكن المهم هو وجُود تفاعل". ويردفُ المتحدث في حديثه لهسبريس، أن التأثير تعاظم سنة 2011، مع العشرين فبراير، إضافة إلى محطَّات أخرى مثل الاحتجاج على شمل دانيال كالفان بالعفو، وهو ما جعل أحزابًا مثل العدالة والتنمية، المتزعم للحكومة، يفطنُ إلى أهميَّة الفضاء الأزرق وأهميَّة استثماره في تأطير النقاش. مايسة: كلمة تأثير تثيرُ الخشية من جانبها، ترجحُ الكاتبة والناشطة الفايسبوكيَّة، مايسة سلامة النَّاجي، أنْ يكون لكلمة "تأثير" وقعها على المستجوبِين، من خلال تأويلهم لها كما لوْ كانت تعني الإخضاع والاستيلاب، "المستجوبون أبدوْا حذرًا من التسليم بوجود مؤثرين يسخرُونهم لإشاعة أفكارهم في الفضاء الأزرق". مايسة التي تضمُّ صفحتها في "فيسبوك" حواليْ مائتَيْ وأربعِين ألف معجب، قالت في حديث لهسبريس إنَّها لا تسعى للتأثير من خلال ما تكتب، لكنَّها مهتمة بالأحرى بتفاعل النَّاس مع آرائها الشخصيَّة "في أحيان كثيرة يكون المتابعُون ممنْ يقاسموننِي الرأي ذاته، فيستحسنُون تعبيرِي عنهم. فالأشخاص الذِين يتابعُون صفحة من الصفحات، ليسُوا متلقِين سلبيِّين بالضرورة". وتقدرُ مايسة أنَّ إقناعًا يحصلُ في فيسبُوك، لدى تداول الآراء، "أرى أنَّ هناك أشخاصًا جديرين بالمتابعة في فيسبُوك، في المغرب كما في داخله، حيث إنَّ ما يعبرُون عنه من آراء وقراءات غالبًا ما تذكِي تفاعلًا مهمًّا في وقتٍ لاحق". حمِيد: ننشدُ تغييرًا كبيرًا لا صغيرًا أمَّا الناشط الفيسبُوكي، حمِيد أعجِيل، المعروف بلقب "عمِّي حمِيد"، فيرى أنَّ فايسبوكيِّي المغرب لا يزالُون محدودِي التأثير، ذلك أنَّ لا أحد من نجومهم ظفر حتى اليوم بعلامة التوثيق الزرقاء، أمَّا إنْ وجد التأثير فهو لا يزالُ محدودًا، بحسب قوله. المهندس المغربي المقيم بفرنسا، والذِي يواكبُ مستَجدات المغرب ونقاشاته على مدار اليوم في صفحته، يعزُو جانبًا من محدوديَّة التأثير الفيسبوكِي في المغرب إلى نسبة الاتصال بالانترنت، والكيف الذِي يجرِي به الاتصال، على اعتبار أنَّ معظم المتواجدِين على المنصات الاجتماعيَّة ينصرفُون إلى الترفيه والبحث عن الفضائح، والدردشة "وفي ذاك ما يتحملُ التعليم والإعلام مسؤوليَّةً، باعتباره أفرز نمطًا من الاهتمام". "حين أتحدث عن التأثير إنمَا أقصد التغيير الكبير الذِي ننشد، لا ذاك التأثير المحدود الذِي أطاح بأوزِين والشوبانِي، وكان لِي شخصيًّا دورٌ فيه. الإشكال أننا نظلُّ لصيقين بالبعد الفضائحِي، اليوم، في النقاشات المثارة على فيسبوك، أما القضايا الكبرى من سلطة وثروة، فلا تزالُ مغيبة"، يردف عمِّي حمِيد.