بعْدَ أيّام من اتهام حزبه بلعب دوْر الناطق الرسمي باسم رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران من طرف الكاتب الأوّل لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، رفَع الأمينُ العامُّ لحزب التقدم والاشتراكية حدّة مواجهته معَ إدريس لشكر وقالَ مُعلّقا على مشاركة حزبه في الائتلاف الحكومي: "نحنُ اليومَ نوجد في موقع يجعل البعض يحسدنا عليه". ودُونَ أنْ يذكر لشكر بالاسم، أضاف بنعبد الله: "حزبنا له توجه سياسي واضح، فحتّى عندما تعلق الأمر بتجربة التناوب، كانت هناك خلافات وكان هناك نقاش، والحزب احتضن الجميع ودبَّر خلافاته بديمقراطية، ولم يكن يطرد يمينا وشمالا، ويعزل كل من يعارضه، كما يفعل البعض"، قبْل أن يُتابع "ربما هناك من يريدنا أن نعيش مثلما تعيشه تيّارات أخرى". ودافع بنعبد الله عن تحالف حزبه مع حزب العدالة والتنمية رغم اختلاف إيديولوجيتيْهما، مُعتبرا أنّ التحالف بيْنهما "كان ضرورة تاريخيّة"، قبْل أنْ يعودَ لمخاطبة لشكر بالقول: "على الذي ينتقد اختيارنا هذا، ويعتبره خطأ، أنْ يرى نفسه أيْن هوَ وأيْن هو حزب التقدم والاشتراكية اليوم". بنعبد الله، الذي كانَ يتحدّث في لقاء نظمه المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية وقطاعه في التعليم العالي حوْل واقع الجامعة المغربية، قالَ إنّ النضالَ لبلورة التنزيل السليم للدستور "قد يكون من طرف تيارات متعارضة في توجّهاتها"، في إشارة إلى حزبه وحزب العدالة والتنمية، وتابع: "لو فرّطنا في مصلحة الوطن والشعب، لكان مصيرنا لدى المغاربة غير ما نحن بصدده اليوم من تعاطف". ورغم دفاعه عن تحالفه مع بنكيران إلا أنْ بنعبد الله لمْ يُخْف أنّ موقف المشاركة في الحكومة الحالية "طرحَ إشكالا حقيقيا لبعض الرفاق على مستوى مرجعية الحزب، وقالوا كيْف يُمكن أن نتحالف مع حزب محافظ كالعدالة والتنمية"، وأضاف: "اليوم، بفضل حضورنا في الساحة، والمواقف الجريئة التي تبنّيناها داخل الأغلبية الحكومية، صار هناك شبه إجماع على هذه التجربة". ويبْدو أنّ قيادة حزب التقدم والاشتراكية ماضية في الاستمرار في التحالف مع حزب العدالة والتنمية مستقبلا، فبعْد أنْ أكّد بنعبد الله أنّ حزبه سيكون "القوّة الصاعدة التي أثبتت وجودها في الحقل السياسي الوطني"، أضاف "سنكون القوة التي توجّه النضال الديمقراطي مع الأطراف التي نعتبر أنها ستواكب معنا هذا المشوار، فالأهمّ ليس هو الوقوف عند المظهر، ولكن أنْ يكون حُلفاؤنا آمنين بالأفكار والمبادئ التي يحملونها". الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية هاجم حزب الأصالة والمعاصرة أيضا، وإنْ بشكل مبطّن، حينَ دعا مناضلي حزبه إلى أن يكونوا "هجوميين" في مواجهة "كل ما هو شعبوي، وكل ما هو قائم على أسس نظرية غير سليمة"، قائلا "تحالُفنا اليومَ تحالفٌ سياسي مرتبط بظرفية معيّنة، وبتقوية الانتقال الديمقراطي، ومواجهة مصير المقاومة وكل من يريد التحكم والسيطرة على القرار الحزبي، كما رأينا خلال السنوات الأخيرة".