أثارت النقاشات حول فيلم نبيل عيوش "الزين لي فيك"، وبث حفل المغنية الأمريكية "جينيفر لوبيز" في القناة الثانية، التي ظهرت بلباس جريء، مواقف متباينة داخل الائتلاف الحكومي، بين حزب العدالة والتنمية الذي أعرب عن رفضه لهما، وحزب التقدم والاشتراكية الذي يطالب بالحرية والنقاش الهادئ. واستنكرت الأمانة العامة لحزب "المصباح" بث القناة الثانية لحفل "لوبيز"، والذي وصفته ب"الحفل الراقص المُخل بالحياء، والمستفز للشعور الديني والأخلاقي للمجتمع المغربي"، فيما أكد عبد الله بوانو أن موقف حزبه من مهرجان موازين "ثابت وما يزال هو نفسه". وقال رئيس فريق العدالة والتنمية إن "موقفنا من هذا المهرجان مرتبط بأمور التمويل والدعم العمومي، وتنظيمه في عز الاستعداد للامتحانات"، مشيرا إلى وجود "اعتبارات أخرى لها علاقة بالمظاهر المخلة بالحياء، والرقص الجنسي في عدد من سهراته". واعتبر البرلماني أن "بث سهرة لوبيز، هو خرق للدستور، والقانون الجنائي، ودفتر تحملات القناة الثانية"، مسجلا ارتكاب جريمتين؛ الأولى تتعلق بالرقص الجنسي أمام الجمهور الذي تابع "لوبيز"، والجريمة الثانية نقل السهرة مباشرة على قناة "دوزيم". وفي رده على مطالبة العديد من الفعاليات، ضمنها المنتمية للعدالة والتنمية، باستقالة الوزير مصطفى الخلفي، أورد بوانو أن "الوزراء ليسوا أقل شأنا من بعض المدراء الذي طالب الشعب برحيلهم، "الجميع يعرف أن مدراء بعض القنوات جاثمون على قلوب المغاربة رغم مطالب إقالتهم". "نطالب الحكومة بإقالة المسؤولين المباشرين عن نقل سهرة المسخ على "دوزيم"، وسنسعى إلى ذلك بكافة الوسائل القانونية"، يقول بوانو الذي أضاف أن "بلغ السيل الزبى"، مشيرا إلى أن "من يعتقدون أنه بإثارة قضايا الهوية والقيم قبل الانتخابات، يمكن أن يؤثروا على الحزب واهمون". وتابع البرلماني بأن "الشعب يعرف حزب العدالة والتنمية جيدا، ويعرف حدود صلاحيات الحكومة التي يرأسها، مبرزا أن "الضربات التي يتلقاها الحزب لن تزيده إلا قوة وصلابة على درب تحقيق أهدافه الإصلاحية"، قبل أن يردف "نريد فنا يخدم قضايا المجتمع بروح إبداعية مُعلية لكرامة المغاربة". دعوة لنقاش هادئ وفي المقابل، أكد حزب التقدم والاشتراكية، على أن المبدأ الأساس الذي يقوم عليه النقاش الحالي "قوامه أن الحرية المسؤولة هي الأصل"، داعيا إلى "النقاش الهادئ والرصين، ونبذ إثارة التشنج، وإشعال حروب أيديولوجية بلادنا في غنى عنها" وفق تعبيره. ووقف المكتب السياسي لحزب الكتاب المنتمي للأغلبية الحكومية، عند التداعيات الناجمة عن الكيفية التي تم من خلالها التفاعل مع شريط سينمائي وعرض موسيقي، مسجلا "التقاطب غير السليم، وما يتم التعبير عنه من تعارض مطلق بين خطاب المغالاة في الأخلاق، وخطاب لا يأخذ بعين الاعتبار واقع المجتمع". وأوضحت قيادة حزب التقدم والاشتراكية في اجتماع لها أمس الاثنين، "أن مجتمعنا يتعين أن يقوم على المبدأ الذي قوامه أن الحرية هي الأصل"، مؤكدا "أن دور الدولة في تنظيم هذه الحرية يجب أن يتقيد بالمقاربات القانونية السليمة، بما يتناسب مع ضرورة التحلي بالمسؤولية في ممارستها". وطالب الحزب، في بيان توصلت به هسبريس، الجهات المعنية قصد التحلي بأقصى درجات الحكمة، وجعل النقاش العمومي المصاحب لهذا الموضوع، يتم في إطار من الهدوء، والرصانة، والاحتكام إلى العقل، والابتعاد عن التشنج، وإشعال حروب إيديولوجية". ودعا حزب "الكتاب" وسائل الإعلام العمومي للقيام بدورها في احتضان هذا النقاش، وتنظيمه قصد إتاحة فرصة التعبير عن مختلف تيارات الفكر والرأي، في إطار القانون، واحترام الحق في الاختلاف".