شهد التداول السياسي كثيراً من اللحظات المؤثرة التي يقسم فيها السيد رئيس الحكومة أنه لا يتمنى غير الموت في سبيل الله ؛ ولا نملك غير أن ندعو الله له أن ينال مايريد كما يمكن أن نعينه بما نتصوره يقربه من الخالق وربما يمنحه جزاءًا يوازي الموت في سبيل الله ؛ وهو أن يحيا في سبيل الله مادام في عداد الأحياء؛ وأن يستحضر القيم التي يوصي بها الله عبر الرسالات السماوية ويساهم في ترسيخ الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية لعباد الله وباستعمال الوسائل والخطابات التي لاتتعارض ومدونة السلوك الإسلامي الذي لايتعايش والعنف اللفظي والرمزي وحجب الحقيقة وأكل لحم المسلم وقذف المخالفين ؛ والسكوت على قذف المحصنات ؛ ورمي الآخرين بماليس فيهم ؛ ومحاكمة النيات التي تندرج في إطار السرائر التي يتولاها الله وحده دون شريك .سياسي أو مدني ؛وإذا كان كل أمل السيد رئيس الحكومة من الحياة هو الموت في سبيل الله ؛ فبصدق لا نعرف مالذي يبعثر أمام ناظريه وصفة الإستشهاد السياسي الذي لا نتصوره أقل أجراً من الموت في سبيل الله مادام سيصب في مصالح البلاد والعباد وسيفتح أمام الإستقرار قواعد التحصين والترسيخ والتعزيز ؛ وأمام الشعب موارد وطنه وديمقراطية مؤسساته ؛ وأمام الخيار الديمقراطي أوسع الأبواب وأقوى القواعد ؛ وأمام المفسدين أبواب العقاب . الموضوع ربما أعقد من أمنية غالية يعبر عنها مسؤول سياسي يتربع على صهوة سلطة لزجة تتقولب بطبيعة المسؤول نفسه ؛ تتقوى بقوته وتلين بليونته وتتكسر بتعنته كما يمكن أن تتلاشى بضعفه ؛ لاشئ ولا عرف ولا قانون يقيس قوتها وتحكمها أو يضمن تأثيرها وعندما يعبر رئيس الأسرة السياسية في لحظات السياسة الدنيوية عن أن أقصى أمنياته هو الفناء في سبيل الله ؛ فهو يحتجز بتعبيره هذا أفق شعب وفكرة ونموذج ومرحلة ؛ ويختطف إلى خصوصيته مشتركاً مجتمعياً وزمناً ثميناً ؛ ويحاكم طموحات وآمالاً لفئات عريضة لا تعنيها أمنياته ولا أمنيات كل الحاكمين بمختلف درجاتهم بقدر ما يعنيهم أداؤهم ومردوديتهم ؛كما أن الواقع والممارسات لا تتماهى وزهد وروحانية الدعاء ؛ إذ يبذل السيد الرئيس المحترم كل أشكال التمرينات والمناورات والتنازلات والتبريرات في سبيل أهداف أبعد ما تكون عن تصوف الأمل والمآل ؛ ويسبح في الأحواض الملوِثة للسياسة ويستعمل كل أسلحة الدمار ويرفع ساعديه مدعياً قوةً تتناقض وتذلل الزهد في الحياة وإقرار النصر لغير الله وتنازع في عزة وكبرياء الله الذي يريد أن يموت في سبيله . لا يقبل عقل حر وقلب مبدئي أن من يرى الله في أمانيه ويستصغر الدنيا أمام ساعة قبر تستقبل فيها الأرواح لسؤال الحق ؛ يمكن أن ينغمس في لحظات دنيوية صغيرة بحجم دنيوية الروح ويبذل فيها كل بقع الضوء في القلوب ؛ فيوظف الغيث كرسالة الله للحكومة و خطة منظمة الأوبيك لنسف اقتصادات منافسة كبريد خَص به الله الحكومة ؛ ويبني بجحود سياسات حكومية على ابداع وإنتاج معارضيه بتبخيس لا يحبه الله ؛ وينخرط في وصفة السلطوية في تنفيذ ثأرها القديم ضد معارضيها التاريخيين ويستكثر على التراث السياسي رموزاً ودماءاً وعلامات استشهدت في سبيل الله دون أن تعرض تجارتها ولا تحولها إلى سندات تضخها في أسواق المصوتين والشعب الذي يحب الله بالفطرة ويهدهد عند عتبته فقر الدنيا إلى الأمان والسكينة. هل يجوز لنا أن نتابع السيد رئيس الحكومة بتهمة زعزعة عقيدتنا حينما يحتكر الله والمطر والرسالات وثمن النفط والشهادة للأغلبية والسفاهة وغضب الله للمخالفين ؛ونضع شكاية أمام القضاء نطلب فيها انتصافاً من حرماننا من حقنا في حب الله لنا والتوصل ببريده الذي يؤيد المعارضة في خلافها مع الأغلبية ؛ حتى هذا لا يستقيم لأننا نذكر تاريخنا وأملنا بالأبيض والأبيض والذي لا يوكل مهمة تقييم ثبات العقيدة ومحاولة زعزعتها لغير الله ...ولا يقبل مناولا للشؤون الإلهية ... ولا سفيراً ينازع الله في تدبير شؤون عباده وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ ۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا.