لم يكن السياق التاريخي والمجتمعي الذي جاء ب " حكومة نصف مُلتَحية" على رأسها حزب إسلامي لأول مرة في تاريخ المغرب بعد انتخابات تشريعية سابقة لأوانها على إثر تداعيات الربيع العربي إلا بداية علاقة وثيقة بين " حكومة بنكيران" وكلمة "استثناء"، ليَنضاف إليها استثناء آخر بصمودها طيلة 4 سنوات في السلطة في وقت تداعَت فيه باقي الحكومات الإسلامية بالبلدان العربية. ومنذ تنصيب الحكومة بعد انتخابات وُصفت بالنَّزيهة، عاش المغاربة أحداثا ومواقف لا تخلو من " شعبوية" وطرافة رفقة التشكيلة الوزارية، إلى جانب نوائب انصَهروا في بوتقة أحزانها، أحداث جديدة وغير اعتيادية بات يتفاعل معها الشعب المغربي بجميع تلاوينه، ويواكبونها لأول مرة في تاريخ المغرب الحديث خاصة مع التطور التكنولوجي وحرية التعليق والتعبير على مواقع التواصل الاجتماعي والتي لا يجد معها الوزراء ورئيسُهم بُدًّا من تحمل تنذُّر الظرفاء ولَسْع الغُرماء. قصيدة غَزل لا يجد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران أدنى غضاضة في التَّغزل بزوجته ورفيقة دربه أمام تجمعات حزبية ونقابية وبحضور أعضاء حكومته. نبيلة التي سبق لها الإفصاح عن قصة الحب القوية التي جمعتهما وهي تلميذة بالثانوية لتُتوَّج بالزواج وإنجاب ستة أبناء. ولعلَّ شخصية بنكيران التي اعتادت توزيع القَفشات والنِّكات متبوعة بضحكته "العجيبة"، جعلت المغاربة لا يستغربون كثيرا حين تطرُّق رئيس حكومتهم عبر وسائل الإعلام إلى زوجته أمام الملأ، بعد أن كان السِّياسيون بالمغرب لا يبرَحون كلام الخشب وكانت حياتُهم الأسرية بعيدة عن الأضواء وتعد من "الطابوهات". رئيس الوزراء المغربي، في آخر خرجة غزل له يؤكد أن "هناك امرأة واحدة في عالمي هي زوجتي"، معقبا على ممازحته للإعلامية نهاد الصنهاجي بأن قال لها " عجَبتيني لكن ما عْرفْتكش" خلال توزيع جوائز " تميز المرأة المغربية" مارس المنصرم، ليستدرك الموقف قائلا " لو مَكانش يعجبني الجمال لن أختار زوجتي". وزيرة حامل في سابقة من نوعها في تاريخ الحكومات المغربية، وضعت الوزيرة المنتدبة في الخارجية مباركة بوعيدة مولودتها بداية ماي 2014، لتكون بذلك أول وزيرة تنجب خلال فترة ولايتها. بوعيدة التي استطاعت إخفاء حملها عن وسائل الإعلام المغربية، والتي تم تعيينُها وزيرة منتدبة في حكومة بنكيران الثانية أكتوبر 2013 إلى جانب وزير الخارجية صلاح الدين مزوار، الذي هنَّأها خلال الجلسة الافتتاحية لمجلس وزراء خارجية المغرب العربي 9 ماي العام المنصرم، مبرزا أسباب غيابها التي تعود إلى تواجدها في المستشفى بعد وضع طفلتها الأولى. وزير على السِّكك لم يسبِق أن توفي وزير أي دولة عبر العالم على السكك الحديدية، ليُغيِّب المنون على حين غرة وزير الدولة المغربي عبد الله بها، بعد أن فاجأه قطار على ممر سككي في حادثة سير مفجعة جوار واد الشراط على مقربة من مدينة بوزنيقة غير بعيد عن مكان غرق القيادي الاتحادي السابق أحمد الزايدي. وفاة عبد الله بها، وزير الدولة بالائتلاف الحكومي والقيادي البارز بحزب العدالة والتنميّة وعضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، تسجل كأول وفاة لوزير أثناء ولايته في عهد حكومات المغرب الحديث، والتي تجرع معها المغاربة رفقة أسرة الفقيد ورفيقه بنكيران، مرارة الفاجعة متسائلين عن أسباب وحيثيات حادثة ظلت " مُبهمة ومُلغِزة" إلى اليوم. العشق الممنوع لا زالت تداعِيات خطوة الحبيب الشوباني، وزير العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، لخِطبة سمية بنخلدون، الوزيرة المنتدبة في التعليم العالي والبحث العلمي، بمرافقة وموافقة زوجته الأولى، تثير القيل والقال بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي ما بين مُنتقد لخطوة وزيرَي العدالة والتنمية خصوصا بعد أخبار تقول " بطلاق الوزيرة من زوجها بسبب الشوباني"، وآخرين لا يرون في الأمر حرجا ما دام يحترم الشَّرع والقانون. وتُعد الخطوة الرسمية نحو الزواج إن تمَّت، سابقة من نوعها على حكومات المغرب المتلاحقة منذ الاستقلال، فلم يسبق أن اقترن وزير بوزيرة خصوصا وأنهما لازالا على رأس وزارتيهما ضمن تشكيلة حكومة بنكيران الثانية. أوزين و"الكراطة" لطالما طالب المغاربة باستِقالة مسؤولين ووزراء من مَناصبهم عقب فضائح ونوائب تصيب المغرب، إلا أن وزير الشباب والرياضة السابق محمد أوزين استطاع أخيرا تحقيق أمنية المغاربة حين أقدم على طلب استقالته عقب فضيحة ما بات يعرف إعلاميا ب"الكراطة" خلال إحدى مباريات كأس العالم للأندية يناير المنصرم. وبناء على تقرير شامل حول الموضوع، أبان عن اختلالات بنيوية وتنظيمية على أرضية المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، قرر محمد السادس إعفاء الوزير من منصبه، ذات القرار الذي اعتبره بنكيران " مؤسفا"، واصفا قرار وزيره السابق في الشباب والرياضة ب "الشجاع". فيما لاقى تجاوبا كبيرا من طرف الشارع المغربي الذي لازال ينتظر ما تحمله السنة ونصف المتبقية من ولاية " حكومة بنكيران" من أحداث قد تدخل بدورها لكتاب " غينيس" للأرقام القياسية.