إذا كان الملك محمد السادس قد أعفى ثلاثة وزراء وكاتب دولة من حكومة سعد الدين العثماني في 24 أكتوبر الجاري، فإنه سبق له أن أعفى وزراء آخرين في حكومة عبد الإله بنكيران، سنة 2015. ويتعلق الأمر بإعفاء ما وصف ب«الكوبل الحكومي»، الحبيب الشوباني وسمية بنخلدون، وإعفاء عبد العظيم الكروج، وزير الشوكولاطة، وكذا إعفاء محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة الملقب ب«وزير الكراطة». قصة علاقة الوزيرة المنتدبة السابقة في التعليم العالي، سمية بنخلدون، والحبيب الشوباني، الوزير السابق المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، ظهرت منذ شهر أبريل 2015، عندما نشرت أخبار في الصحافة عن وجود علاقة غرامية بين وزير ووزيرة في حكومة بنكيران، وبعدها خرج حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، ليتحدث عن وجود «زير نساء في الحكومة». التخمينات انطلقت في الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي حول من يكون الوزير والوزيرة المعنيان، قبل أن يتضح أن الأمر يتعلق بسمية والشوباني. هذا الأخير خرج بتدوينة لا ينفي فيها هذه العلاقة وتحدث عن نيتهما الزواج، وانتقد من يتحدث عن حياتهما الخاصة، مشبها ما يروج حوله ب«حادثة الإفك». حزب العدالة والتنمية أحس بالإحراج، وعبر عن ذلك عبد الإله بنكيران صراحة في أحد اللقاءات، وعقدت قيادة البيجيدي لقاء مع الوزيرين، تأكدت من خلاله أنهما ينويان الزواج. الموضوع انتشر بشكل واسع، وأصبح حديث الصحافة الوطنية والدولية، لأن تعبير الوزيرين عن رغبتهما في الزواج، يطرح إشكالية تعدد الزوجات، لأن الوزير الشوباني متزوج أصلا، فيما الوزيرة سمية مطلقة. كان الحل هو إبعاد الكوبل عن الحكومة، عبر تخريجة تفيد بتقديمهما استقالتهما إلى رئيس الحكومة الذي عرضها على الملك فوافق، وتم إعفاؤهما. حزب العدالة والتنمية تقبل على مضض هذه الاستقالة، مشيرا، في بيان له، إلى أنهما لجآ إلى هذا الحل «تقديرا منهما لما تقتضيه المصلحة العامة للبلاد وتجربتها الإصلاحية، ومن أجل وضع حد للتشويش السخيف عليها، وخصوصا المتاجرة الرخيصة بأعراض الناس وحياتهم الشخصية». إعفاء وزير الشوكولاطة تورط وزير الوظيفة العمومية السابق، عبد العظيم الكروج، منذ نهاية 2012، في فضيحة شراء كميات من الشوكولاطة الرفيعة من ميزانية وزارة الوظيفة العمومية. فبمناسبة حفل عقيقة لابنه، أرسل سائق الوزارة إلى محل راق للحلويات في الرباط، لاقتناء ثلاثة كيلوغرامات ونصف من الشوكولاطة بقيمة 4 آلاف درهم، وكمية من الحلويات بقيمة 27 ألف درهم، بالإضافة إلى كأس فضية بقيمة 2575 درهما، ليصل المبلغ الإجمالي للفاتورة إلى 33735 درهما. فاتورة اقتناء الوزير هذه الكميات من الشوكولاطة وصلت إلى الصحافة، وأصبحت حديث الخاص والعام. ثارت ضجة في وسائل الإعلام حول هذه القضية، والتزم الوزير الصمت، قبل أن يحمل المسؤولية لسائقه الذي «لم يعرف أن الشوكولاطة ليست مخصصة للوزارة وإنما للعائلة»، لكن رد الكروج لم يقنع أحدا. ورغم مرور حوالي سنتين على الواقعة، فإن الكروج لم يتم إعفاؤه إلا بمناسبة إعفاء الكوبل الشوباني وسمية، وقيل إنه رفض تقديم استقالته، فتمت إقالته من طرف الملك. قبل إعفائه، تم إعلان فتح تحقيق في الفضيحة، لكن لم يتم كشف نتائجه حتى الآن، كما لم تتم محاسبة الكروج. إعفاء وزير الكراطة تورط محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة في حكومة بنكيران، في قضية «الكراطة» التي تتعلق بفساد أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، رغم صرف الوزارة 22 مليار سنتيم على إصلاحها. في شهر دجنبر 2014، احتضن ملعب المركب الرياضي مباراة كروية بين «ويسترن سيدني» الأسترالي و«كروز أزول» المكسيكي، في سياق إقصائيات نصف نهائي مباريات كأس العالم للأندية التي احتضنها المغرب. تساقطت أمطار غزيرة على الملعب، فتحولت أرضيته إلى بركة مائية عرقلت المباراة، ما خلق استياءً لدى وسائل الإعلام والجماهير الرياضية الوطنية والأجنبية، وتم تداول صور مسيئة لسمعة المغرب، تظهر عمالا يستخدمون كراطات ووسائل بدائية لإزالة الماء من الملعب، ومن هنا جاءت تسمية «وزير الكراطة». تدخل الملك محمد السادس، وأمر بإجراء تحقيق انتهى بإقالة بعض المسؤولين في الوزارة وإعفاء الوزير في يناير 2015.