دخل الأطباء الجراحون بالمستشفى الحسن الثاني بأكادير في منعطف أخر مع إعلانهم توقيف جميع العمليات الجراحية غير المستعجلة لمدة أسبوع قابلة للتجديد ابتداء من أمس الاثنين. أصحاب البذلة البيضاء خرجوا يوم أمس الاثنين في مسيرة غاضبة جابت أرجاء مستشفى الحسن الثاني باكادير، احتجاجا على ما سموه تردي الخدمات الصحية وغياب شروط السلامة بأكبر وأول مركب جراحي بالجهات الجنوبية. وكان الأطباء الغاضبون نظموا وقفة احتجاجية عارمة أمام إدارة المستشفى نفس اليوم، رددوا من خلالها شعارات مدوية معبرة على واقع وضعهم المهني المتردي من قبيل " الأطباء ها هما والمعدات فين هيا" و " la reforme ها هيا و النتائج فين هيا" . وقال عبد القادر جاما الكاتب المحلي للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام المنظمة لهذه الوقفة:" ان النقابة راسلت الإدارة الإقليمية والجهوية مرات عديدة بخصوص الوضعية التي أصبح يعيشها المركب الجراحي الحسن الثاني باكادير، لكنها قوبلت بالآذان الصماء". جاما توقف عنذ الأسباب الحقيقية التي أدت إلى تردي جودة الخدمات الصحية بالمركب المذكور ، والتي كانت السبب في انتفاضة الاطباء وذكر منها على الخصوص الخصاص الحاد في الموارد البشرية خاصة الممرضين، حيث – وهذا وجه المفارقة- لا يتوفر هذا القسم الا 6 ممرضين ل: 32 طبيب، يضاف الى ذلك الخصاص في المعدات والأدوات الطبية والجراحية التي عفا عنها الزمن وتعرضت للتآكل والتقادم دون أن تعوض أو تصان على الأقل، فضلا عن انعدام شروط السلامة للمريض، من خلال ما تم ويتم تسجيله باستمرار و في حالات متكررة من إرجاع المريض من قاعات العمليات مرات عديدة بسبب الأعطاب التقنية المتكررة من جهة وغياب الأعوان الطبيين من جهة ثانية، يضاف الى ذلك غياب شروط العمل الكفيلة بالممارسة المهنية السليمة بالشكل المطلوب من غياب مستودع للملابس ووسائل النظافة والأدوات المعلوماتية وغيرها. وهذا ما انعكس سلبا على التراجع في نسبة العمليات الجراحية التي تقلصت من حوالي 20 عملية الى حوالي 8 عمليات في اليوم الواحد، وكذا تقليص عدد قاعات العمليات الجراحية المستعملة من 8 الى 3 قاعات بسبب الخصاص المهول في الممرضين بالخصوص(06 ممرضين ل:32 طبيب جراح). من جهته أكد الدكتور البشيري بان لجوئنا كأطباء إلى هذه الصيغة النضالية ليس للمطالبة بتحسين الوضعية المالية أو شئ من هذا، ولكن نتيجة عدم التوصل بأي رد من طرف الوزارة المعنية بخصوص المطالب العادلة والمستعجلة للأطباء. إضافة الى ظروف العمل المرهقة، حيث يضطر الطبيب الجراح في حالات كثيرة الى القيام ببعض مهام الممرضين، وأكد البشيري أن الميزانية الضخمة المخصصة لتأهيل 6 مستشفيات بالمملكة كفيلة بإحداث 16 مصحة مجهزة بمواصفات مستشفى الشيخ زايد، مضيفا بان تصاميم البناء والمعدات المنجزة بهذه الميزانيات لا تتناسب من حيث الشكل مع خصوصيات البنى الاستشفائية المغربية، وأعطى مثالا في هذا في الإطار بالتصميم الكندي الذي اشرف عليه خبراء كنديون وبمبالغ خيالية استنزفت أجور هم ما يناهز 30% من دعم البنك الدولي لهذه المشاريع. وفي اتصال بمدير مستشفى الحسن الثاني باكادير، رفض الإدلاء بأي تصريح مكتفيا بالقول ان الأطباء لهم كامل الحرية والصلاحية للتعبير عن مطالبهم بالشكل الذي يرونه مناسبا. من جانب أخر، أفاد بيان صادر عن النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام توصلتهسبريس بنسخة منه، أن الأطباء الجراحين قرروا عقب اجتماع عقدوه يوم الجمعة الماضي توقيف جميع العمليات الجراحية غير المستعجلة لمدة أسبوع قابلة للتجديد ابتداء من يوم الاثنين 20 دجنبر الجاري، وهو ما سيكون له لا محالة أثر على صحة المرضى، لكن تبقى هذه الصيغة النضالية هي أحسن وسيلة لتوجيه رسالة غير مشفرة الى من يعنيهم أمر سلامة الأطباء وصحة المرضى على حد سواء. [email protected]