يبدو أن المغرب يحاول ترميم ما أفسده الرئيس النيجيري المنتهية ولايته، جوناثان غودلاك، في علاقات بلده مع المغرب، بسبب تأييده غير المحدود لجبهة البوليساريو الانفصالية، فضلا عن انفضاح أمره عندما كُشِف كذبه بخصوص مكالمة هاتفية زعم أنه أجراها مع الملك محمد السادس، والذي أعلن رفضه الحديث معه بسبب الصحراء والانتخابات. وبادر العاهل المغربي، اليوم، إلى بعث برقية تهنئة إلى محمدو بُخاري، بمناسبة انتخابه رئيسا لجمهورية نيجيريا الفيدرالية، خلفا للرئيس الخاسر في الانتخابات "غودلاك"، معربا له عن "حرص المملكة المغربية على إعطاء انطلاقة جديدة لعلاقات التعاون التي تربط بين البلدين". وشدد الملك على أهمية "الاحترام التام للثوابت الوطنية للبلدين، وتخطي ما طبع الحقبة السابقة من خلافات وسوء فهم أصبحت جد متجاوزة، في سياق بروز إفريقيا جديدة تطمح شعوبها، أكثر من أي وقت مضى، إلى تحقيق التنمية الشاملة، في ظل الأمن والاستقرار". وعلى صعيد آخر، توعد الرئيس النيجيري المنتخب في أول خطاب تلفزي له بعد الفوز في الانتخابات الرئاسية بالبلاد، جماعة "بوكو حرام" بمحاربتها، وأيضا بمكافحة الفساد المستشري في البلاد، متعهدا في ذات الوقت بإرساء دعائم الديمقراطية والمصالحة داخل البلاد. وقال بخاري، 73 عاما، مخاطبا أنصاره في مدينة أبوجا، عقب إعلان فوزه بانتخابات الرئاسة التي أجريت يوم أمس: "أخيرا، صُنع التاريخ، وحدث التغيير، فأصواتكم غيرت مصير أمتنا لخير جميع النيجيريين". واستطرد الرئيس النيجيري المنتخب بأنه يؤكد لجميع الحكومات الأجنبية أن نيجيريا ستصبح أكثر قوة، ولاعبا بناء في الحرب العالمية ضد الإرهاب"، مردفا "بوكو حرام سترى قريبا قوة إرادتنا الجماعية، وسنعيد تأسيس الديمقراطية وحكم القانون" على حد قوله. بخاري قال أيضا: "سأعمل من أجل أولئك الذين صوتوا لي، وكذلك أولئك الذين صوتوا ضدي، وحتى من لم يصوت من الأساس"، وشكر الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، على التدخل في الوقت المناسب من أجل انتخابات سلمية ذات مصداقية في نيجيريا". وتقاتل السلطات النيجيرية منذ 6 سنوات جماعة "بوكو حرام" المتمردة، التي قتلت آلاف النيجيريين، وشردت أكثر من مليون شخص من المنطقة الشمالية الشرقية. وتقع البلاد في منطقة غرب أفريقيا، ويقطنها حوالي 166.6 مليون شخص، وفق إحصاءات للأمم المتحدة.