بث الفنان المقدوني من أصل تركي، مسعود كرتيس، مساء أمس، الدفء في أوصال جمهور القاعة المغطاة "الزياتن"، ضمن ثاني أيام مهرجان "مولوديات البوغاز" بطنجة، بعد أن تأخر انطلاق الحفل لقرابة الساعة والنصف عن الموعد المحدد. وأطرب الفنان التركي، الذي يقطن في بريطانيا، جمهور مدينة طنجة، بأغانيه الإنشادية التي تنهل من عبق الصوفية، وتتغنى بفضائل الإسلام، وعظمة الخالق، وبصفات وخصال الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام. وأدى كرتيس أغانٍ من ألبومه الأخير "تبسم"، حيث تجاوب معه الحضور بشكل كبير، رغم اختلاف لغة أغانيه، إذ عَمد الفنان التركي الذي يجيد الحديث باللغة العربية، والفارسية، والتركية، والإنجليزية، إلى إثارة الحماس في الجمهور الحاضر الذي كان يقوم بترديد أغانيه للسماع والمديح. ورغم أن المطرب التركي، وهو حاصل على درجة في العلوم الإنسانية في جامعة امبيتر، وأنهى مقرره التعليمي في الشريعة الإسلامية في إحدى معاهد بريطانيا، يغني لأول مرة في المغرب، إلا أنه وجد جمهورا كبيرا يحفظ أغانيه، ويرددها خلفه، خصوصا عند إنشاده أغنية "يا مولاي" من ألبومه "تبسم". صاحب أغاني "ذكر الله"، و"كل نفس نعمة"، و"أمنيات العالم"، و"الحمد لله"، و"لا تنسى" التي غناها مع الفنان اللبناني الأصل، ماهر زين، اعتبر في كلمة له في المؤتمر الصحفي الذي سبق الحفل أن مدينة طنجة في رأيه تعد من بين "أجمل مدن العالم". كرتس أشار إلى أنه تعرف على المدينة من خلال دراسته التاريخية عن القائد الإسلامي، طارق ابن زياد الذي فتح الأندلس انطلاقا من طنجة، وهو ما عزز معرفته بالمدينة التي "تحمل بين طياتها مآثر تاريخية عريقة"، حسب وصف الفنان التركي القاطن ببريطانيا. وفي سياق حفلات اليوم الثاني، أحيت فرقة "الغزال" للسماح والمديح، حفلة ضمن برنامج المهرجان، حيث أتحفت الحضور بباقة من الابتهالات الدينية، برئاسة الحاج محمد الحنيني، كما أنشدت للرسول الكريم، وباقة من أشهر أناشيدها الدينية، في انتظار الحفل الختامي، مساء اليوم. الحفل الختامي ستحييه مجموعة "البودشيشية"، والمنشد العالمي، ماهر زين، الذي لاقت سهرته في ختام المهرجان السنة الماضية حضورا كبيرا فاق ال 5000 متفرج، بيّن إلى أي حد لهذا الفنان من شعبية كبيرة، خصوصا أن له علاقة حميمة تربطه بمدينة طنجة، مسقط رأس زوجته المغربية.