انقسمت آراء وردود فعل قراءٍ ومعلقينَ إزاء ما يروج، هذه الأيام، بخصوص وجود شخص امرأة أو رجل يضع لثاما على وجهه، على شكل نقاب نسائي، ويتجول بين أحياء مدينة سلاوالرباط، ويعمد إلى "تشرميل" السيدات والفتيات اللائي يحظين بشيء من جمال الوجه. وفيما أكد عدد من المتابعين وقراء هسبريس أن قصة "المنقبة المرعبة" أمر حقيقي وثابت، ذهب آخرون إلى أن الأخبار الرائجة مجرد إشاعات كاذبة تتسم بالتهويل، بينما رأى البعض أن المسألة تتعلق بمحاولة للإساءة إلى النساء المنقبات، وربطوا ذلك بدنو الانتخابات المقبلة. ولاية أمن الرباطوسلا كانت حازمة إزاء رواج حكاية "المنقبة"، وقالت ضمن بيانها إن الأمر يتعلق بإشاعة تمس أساسا بحق من حقوق الإنسان، وهو الحق في الأمن، وتستهدف الشعور العام بالأمن"، مشددة على أن ما يروج "مجرد مزاعم وادعاءات عارية من الصحة". وقال المصدر إن الواقعة الإجرامية الوحيدة التي سجلتها مصالح أمن الرباطوسلا، تورطت فيها سيدة اعتدت على بعض الفتيات، هي القضية التي اعتقلت فيها المسماة "ابتسام.د"، والتي تم توقيفها في 18 فبراير الماضي، من أجل السكر العلني والضرب والجرح باستعمال السلاح الأبيض، وهي الأفعال التي ذهب ضحيتها ثلاثة من النساء القاطنات بنفس الحي الذي تسكنه المعنية". رعب حقيقي عبدو، أحد معلقي الجريدة، قال إن "ظاهرة الإجرام أصبحت تقض مضجع سكان مدينة سلا، الذين أصبحوا يستيقظون كل يوم على أخبار الاعتداءات التي تطال جيرانهم، أو أصدقائهم، أو هم أنفسهم، وبالخصوص في أحياء سعيد حجي، وشماعو، وحي كريمة، والقرية.. وبخصوص موضوع "المنقبة" المرعبة، أفاد "عبدو" بأن الأخبار المتداولة تشير إلى مطاردتها من طرف المواطنين غير ما مرة، دون اللحاق بها، لذا فإن الراجح أن "المنقبة" هي رجل مضطرب نفسيا ينتقم من النساء، لأن طريقة ركضه وفراره ليست لامرأة" وفق تعبيره. معلق لقب نفسه ب"ساخط عن الوضعية"، قال إن "ما يروج في سلا صحيح، وليس إشاعة أبدا"، مستدلا بصديقة ابنة خالته التي تم الاعتداء عليها، في الشهر الماضي، قرب ثانوية "الباتول الصبيحي" من طرف الشخص الملثم، مطالبا الأمن بتكثيف حملاته بأحياء سلا، "لأننا معرضون لهجومات قطاع الطرق" على حد تعبيره. صوفيا بدورها أدلت بشهادتها، وقالت إن أغلب سكان مدينة سلا، خصوصا أحياء تابريكت والسلام والرحمة وغيرها، صاروا خائفين على أنفسهم، وعلى فلذات أكبادهم من البنات، بسبب تجول هذه "المنقبة" في المنطقة، مضيفة أنها تبلغ من العمر 21 عاما، لكنها بسبب هذه الأخبار صارت لا تخرج إلا بمعية أمها". إشاعات كيدية وفي الجهة الأخرى، اعتبر معلقون أن الأمر لا يعدو أن يكون إشاعة بدأت صغيرة وتحولت إلى خبر مفزع، وقالت زينب شرف بهذا الخصوص إن "الشائعة ككرة الثلج كلما تدحرجت ازدادت كبرا، وعلى الإنسان تبين الخيط الأبيض من الأسود من الأخبار، حتى لا يقع ضحية هذه الشائعات التي سرت بيننا سريان النار في الهشيم". عبد الرحمان تدخل في الموضوع بأنه يشكك في صحة ما يروج بشأن "المنقبة"، حيث تبدو الاخبار إشاعات يتم النفخ فيها من شخص إلى آخر، قبل أن يستدرك بأن "هذا لا يعني أن هذه المدينة التي تعرف توسعا عمرانيا كبيرا، تنعم بالأمن"، مشيرا إلى "أحياء وأزقة لا يصلها الأمن البتة". أما يونس، أحد قراء هسبريس، فنفى وجود أية منقبة ترعب النساء في أحياء سلا، وقال جازما "لا يوجد أي شخص ولله الحمد بمدينة سلا يرتدي زي منقبة، ويقوم باعتراض سبيل التلميذات، بل هي مجرد إشاعة كاذبة لإشغال الرأي العام والإساءة لجهاز الأمن الوطني" على حد قوله. وذهبت آراء أخرى إلى أن ترويج خبر "المنقبة المرعبة" وراءه ما وراءه من حسابات خفية، فقال أحد المعلقين إنه "حق يراد به باطل، ومكيدة أخرى ضد المنقبات"، فيما أفاد "المنصف" أن ما يروج سببه قرب الانتخابات، ولذلك فالمشوشون يفزعون الناس من كل ملتح أو منقبة، بهدف إسقاط الإسلاميين في الانتخابات المقبلة" وفق قوله.