لم يكن "محمد.ش"، أستاذ التعليم الابتدائي بنيابة شفشاون والذي كان يتابع دراسته بسلك الماستر بكلية المتعددة التخصصات بتطوان، يدري أن آخر عهده بالحياة سيكون على يد خليلته التي كانت تربطه بها علاقة عاطفية، أسفرت عن وعود لها بالزواج منها، صدقتها الفتاة وشيدت أحلامها بتأسيس عش زوجي صغير. ولم يدُر بخُلد المعلم الطموح بتحسين ظروفه المعيشية والمهنية أيضا أن يتحطم استعداده للسفر إلى بلجيكا، من أجل تدريس أبناء الجالية المغربية في هذا البلد الأوربي، على صخرة وعوده التي كان يقدمها لفتاته، والتي رأت في سفره ذاك هروبا من تحمل مسؤوليته في ترجمة أقواله بالاقتران بها إلى أفعال. وبعد فترة لم تتجاوز 24 ساعة على قتل الفتاة محطمة القلب، استطاعت مصالح الأمن بتطوان القبض عليها، حيث تم اليوم السبت إعادة تمثيل الجريمة التي اقترفتها في حي خندق الزربوح بتطوان، غير أنه سرعان ما سقطت مغشيا عليها أمام المنزل الذي تمت فيه الجريمة. وفي معطيات جديدة حول الحادث، أفادت مصادر أمنية لجريدة هسبريس أن الجانية تنحدر من مدينة فاس، وكانت على علاقة عاطفية بالضحية منذ ثلاث سنوات خلت، حيث حلت يوم الجريمة بمنزل صديقها، بهدف قضاء الليلة معه، والتي كانت آخر ليلة للضحية في حياته. وأضاف نفس المصدر أن الأستاذ كان يستعد لمغادرة التراب الوطني، وينتظر فقط التأشيرة بعد نجاحه في مباراة تدريس أبناء الجالية المغربية ببلجيكا، الشيء الذي دفع بالجانية إلى ارتكاب جريمتها، بدافع الانتقام بعد أن اكتشفت أن وعدها لها بالزواج قد تبخر". وتمكنت الشرطة التقنية والعلمية بولاية أمن تطوان من فك طلاسم الجريمة في سرعة قياسية، بعد أن عثرت في مسرح الجريمة على شُعيرات يعتقد أنها تعود لفتاة، حيث بدأت خيوط القضية تنكشف، واستطاعت التحريات التي قامت بها الشرطة القضائية من تحديد هوية الفاعلة. وقامت التحريات على التنسيق مع ولاية أمن فاس التي عملت على تحديد مكان الجانية، واعتقالها ووضعها بأمر من النيابة العامة تحت تدابير الحراسة النظري، وتسليمها إلى الشرطة القضائية لولاية أمن تطوان.