انتشر صباح اليوم الخميس نبأ وفاة رضا الطاوجني، رئيس جمعية الصحراء المغربية ومدير نشر أسبوعية "الصحراء" الواسعة الانتشار بالجنوب.. إذ عمّ الخبر جلّ ردهات تحرير المنابر الإعلامية المغربية، بإسناد نبأ الوفاة المفاجئة لحادث سير وُصف دون تحفّظ ب "الخطير".. ما استدعى تفعيلا لقنوات الاتصالات الهاتفية بالطاوجني الذي ظلّ رقمان هاتفيان خاصين به خارج نطاق التغطية. وقد انتشر أيضا نبأ وفاة المثير للجدل رضا الطاوجني عبر الموقع الاجتماعي "فَايْسْبُوكْ" مقدّما في صورة "حادث غامض يشبه إلى حدّ ما حادث السير الذي كان قد تعرض له الجنرال المغربي القوي أحمد الدليمي، في ال22 من يناير عام 1983، وبشكل مفجع أودى بحياته تحت عجلات شاحنة ضخمة"، قبل أن يُردَف على متن ذات الفضاء الافتراضي "هناك إمكانية لارتباط الواقعة التي تعرض لها الطاوجني بالاستياء الرسمي الذي واكب ما روج له إعلاميا عن خرجاته الطاعنة في صحة قضية مصطفى سلمة ولد سيدي مولود وكذا خلفيات الإقدام على تنظيم مسيرة الدّار البيضاء الأخيرة المنددة بعنصرية بعض المنابر الإعلامية الإسبانية والحزب الشعبي بذات البلد". وحده الصحفي أسامة العكراوي، عن إذاعة "رَادْيُو بْلُوسْ"، أفلح في المبادرة لتكذيب الخبر المُشاع بعدما ربط اتصالا بث تصريحات مباشرة للطاوجني.. حيث قال "المُتوفّى|الحيّ" إنّه تعرض لحادث سير حقيقي أسهم في إصابته بأضرار بدنية خفيفة استوجبت نقله لتلقي عناية طبّية بمصحة غادرها على الفور وأنه في حالة عادية لا تستوجب حتّى القلق.. هذا قبل أن يصرّح بعدها رضا الطاوجني ضمن اتصال هاتفي ل "هسبريس" بكونه قد غفا على غير العادة أثناء السياقة، وأنّ العربة التي كان يقودها قد حادت عن مسارها لتنقلب به.. قبل أن يردف: "لم أصب بأذى يستوجب ترويج نبأ وفاة.. إلاّ أني أعزِي الأمر إلى الأعطاب التي نالت من هاتفيّ وجعلتهما خارج الخدمة". وتجدر الإشارة إلى أنّ النشاط الصحفي والجمعوي لرضا الطاوجني، بكل من "الصحراء الأسبوعية" و"جمعية الصحراء المغربية"، قد أضحى محطّة للتمحيص والتدقيق من قبل العديدين، إذ أفيد في هذا الصدد بأنّ "نافذين ضمن السلطات المركزية بالمغرب" قد أعربوا عن استيائهم ممّا صدر عن الطاوجني من تصريحات "غير مرغوب فيها" وثّق لها بداخل مخيم "اكديّم إيزيك" بسجيل صوتي لنشطاء موالين للبوليساريو.. زيادة على الاتهامات بالفساد التي كالها على صدر صحيفته لعناصر من القوات المسلحة الملكية المرابطة بالصحراء.. وأنّ ذات النافذين قد أعطوا تعليماتهم بفرض حصار مالي على تمويلات "الصحراء الأسبوعية" حتّى يتمّ دفعها لاتخاذ قرار الإغلاق. وكان الطاوجني قد خطف الأضواء بمقاطعة الجمعية التي يرأسها لمسيرة الدّار البيضاء التي عمد المشاركون فيها إلى التظاهر ضدّ ممارسات لبعض المنابر الإعلامية الإسبانية والحزب الشعبي المرؤوس من قِبل "مَارْيَانُو رَاخُويْ"، إذ قال لعدد من المنابر الدولية من بينها إذاعة هولندا العالمية: " لا يعقل لدولة أن تخرج في مسيرة شعبية للتنديد بموقف حزب سياسي في المعارضة في دولة أجنبية.. والملايين المشاركة في مسيرة الدارالبيضاء والمتوحدة على قضية الصحراء كان عليها توجيه رسالة أهم من التنديد بحزب سياسي.. كان علينا إذا أردنا تنظيم مسيرة مليونية أن يكون ذلك في العيون وليس في الدارالبيضاء، وأن يتقدم الصفوف الأمامية أبناء أقاليمنا الجنوبية خاصة والشعب المغربي عامة لتوجيه الرسالة معبرة عن كون المغاربة لن يتخلوا عن مغربية الصحراء.. لذلك فنحن في جمعية الصحراء المغربية نعتبر مسيرة الدارالبيضاء تضييعا للفرصة".