كنت قد حررت مقالا استنكرت فيه محاولة البرلمان الأوربي مطالبة مجلس الأمن بفتح تحقيق في أحداث شغب العصابات الإجرامية بمدينة العيون ، وتساءلت:هل المغرب بدون سيادة ليتدخل البرلمان الأوروبي في شوؤنه الداخلية ؟ ولم يمض وقت طويل حتى كتب الأستاذ الفاضل رمضان مصباح مقالا مهما تحت عنوان: " انكشاف لغز اعتقال وتغييب القائد بلعيد الزكراوي " وقد أثار الأستاذ رمضان قضية مهمة جدا تتعلق بالمطالبة بفتح تحقيقات في جرائم الاحتلال الفرنسي والاسباني لبلادنا . وكيف يعطي البرلمان الأوربي وبطلب وبضغط من حزب استعماري إسباني الحق للتدخل في شأن داخلي يتعلق باستغلال عصابات إجرامية لاعتصام وتظاهر شعبي مغربي لأسباب اقتصادية واجتماعية لا تختلف عن مشاكل اليونان أو غيره من الدول الغربية التي مستها الأزمة الاقتصادية من أجل الإجرام والإرهاب لخدمة أطروحة الجزائر المكشوفة ؟ فإذا جاز لهذا البرلمان الأوربي أن يتدخل في شأننا فنحن وقد عرف بلدنا الحضارة قبل أن تعرفها أوروبا لن نتدخل في شؤونه من قبيل المظاهرات الداخلية بسبب المشاكل الاقتصادية والاجتماعية المترتبة عن الأزمة الاقتصادية التي تسببت فيها عقلية الاحتلال الغربي لأقطار عربية وإسلامية كما حصل في فرنسا عندما خرج الشعب لاستنكار تمديد مدة الاستفادة من المعاش ، وكما حصل في اليونان عندما خرج الشعب ليحتج على سياسة التقشف ، أو كما يحدث في هذه الأيام في إيرلندا وقبلها بقليل في البرتغال، ولكننا سنتدخل في شأن يعنينا وهو مطالبة مجلس الأمن الدولي بفتح تحقيقات في جرائم الحرب ضد الإنسانية والتي نتهم فيها المحتل الفرنسي والإسباني لبلادنا ، ونطالب بأن تتولى المحكمة الدولية التي أصدرت قرار اعتقال الرئيس السوداني وإحالته على العدالة أن تفتح ملفات مجرمي الحرب الفرنسيين والإسبان إبان احتلالهم لبلادنا ، ومن ثم فتح كل ملفات جرائم الحرب المنسوبة للدول الغربيةالمحتلة لكل قطر عربي وإسلامي وغيره على غرار المحاكمات التي كانت ضد النازيين. فما فعله المحتلون الفرنسيون والإسبان والإنجليز لا يختلف ولا يقل بشاعة عما ينسب للنازية والفاشية . لقد وضع الأستاذ رمضان مصباح مشكورا الأصبع على الجرح الدامي الذي لا زال ينزف. أجل من حق المغاربة ومن حق بني زكري أو الزكارة ومن حق كل القبائل المغربية ومن حق الشعب المغربي قاطبة أن يعرف مصير من غيبوا ومن حوكموا ومن قتلوا من المجاهدين والمناضلين على يد المحتل الفرنسي والإسباني. فالقائد بلعيد الزكراوي هو مواطن مغربي وقائد مغربي وكل المغاربة يعنيهم معرفة مصيره ومتابعة من غيبه لأنه لم يغيب بدون سبب بل من أجل وطنه ، ولو كان يرضى باحتلال بلده لما غيب ولعاش ذليلا كما عاش عشرات العملاء والخونة .أجل لقد طرق الأستاذ رمضان مصباح موضوعا مهما وخطيرا فلا بد من بداية المحاكمة الفكرية التي يكون قضاتها أبناء المغرب من المثقفين والمهتمين وتكون الخطوة الأولى بعد جمع القرائن لطرق باب الجهات التي تطالب المجتمع الدولي بفتح تحقيق في مظالم الشعب المغربي التي يدان بسببها المحتل الفرنسي والإسباني . إن القضية المختلقة في أقاليمنا الصحراوية هي نفسها جريمة لا بد من التحقيق فيها لقد عانى الشعب المغربي منذ سنة 1975 بسبب استرجاعه لسيادته على أقاليمه الجنوبية. فالمحتل الإسباني عذب الشعب المغربي خلال احتلاله لجنوب المغرب وصحرائه ، ولما خرج مرغما أبى حقده إلا أن يواصل تعذيب الشعب المغربي من خلال اختلاق مشكل سماه مشكل الصحراء الغربية ، وسوقه للجنرالات الحاقدين الجزائريين مقابل الحصول على الغاز والبترول ، وتحقيق حلم هؤلاء الجنرالات الجزائريين بالتنفس عبر المحيط الأطلسي بذريعة وجود شعب صحراوي وهمي من صنع خيال المحتل الإسباني والنظام الطامع في الجزائر. فنحن أولى بأن نطالب بفتح تحقيق فيما لحقنا من أذى كبير بسبب احتلال الإسبان لصحرائنا وبسبب ما خلفه لنا هذا الاحتلال من مشاكل عويصة تعوق تنميتنا وتطورها . إن الإسبان والفرنسيين ، والبرلمان الأوروبي يريد أن يحافظ على رفاهيته على حسابنا ولن نقبل بذلك أبدا. لن نقبل أن يزايد علينا البرلمان الغربي ويعلمنا المبادىء والأخلاق فنحن أمة مبادىء وأمة أخلاق وأمة دين التسامح الذي لم يفهمه الأوروبيون الفهم الصحيح واعتبر ذلك ضعفا منا . لقد علم أجدادنا أوروبا الحضارة والأخلاق ، ولسنا في حاجة إلى أخلاق الغرب فعليه أن يراجع فضائحه في فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان وغيرها قبل أن يصورنا مجرمين كإجرامه . عليه أن ينفق وقته في تفحص وثائق ويكيليكس المخزية . ولا بد أن تظهر وثائق على غرار وثائق ويكيليكس لمعرفة مصير القائد الزكراوي بلعيد وكل ضحايا المحتل الفرنسي والإسباني. ومن هذا الموقع أوجده الدعوة أولا لكل المثقفين والمفكرين المغاربة لفتح ملف التحقيق في جرائم المحتل الفرنسي والإسباني ، وأطالب البرلمان الأوروبي بالشجاعة الأدبية لفتح هذا الملف ، وأوجه الدعوة للمسؤولين عن موقع ويكيليكس إذا كانوا حقا يبحثون عن الحقيقة ، وكانوا بحق محايدين وغير مأجورين للأنظمة الغربية ، وغير منخرطين في مسرحية سياسية هزلية مكشوفة أن يفتحوا تحقيقا لجرائم المحتل الغربي الأوروبي والأمريكي لبلاد العرب والمسلمين ولكل بلاد الشعوب المظلومة ليثبت هذا العالم لأول مرة بأنه قد بلغ سن الرشد الحضاري حقا عوض تظاهر البرلمانات الغربية والمثقفين بالتحضر المغشوش المكذوب ومحاولة فرض عقدة التبعية والوصاية على الشعوب والتباهي بالقيم الفارغة التي قوامها ازدواج المكيال ، وهو دليل على التخلف الحقيقي المخزي في عصر التكنولوجيا الراقية وصدق المثل الدارج المغربي القائل " يا مزوق من برا آش حالك من داخل "