في الوقت الذي يستعد فيه المغرب لاحتضان المنتدى العالمي لحقوق الإنسان، بحر الأسبوع الجاري، تستعد قيادة جبهة البوليساريو لشن حملة أمنية غير مسبوقة لقمع الاحتجاجات المتواصلة في المخيمات منذ شهر، وهي التي طالما اتهمت السلطات المغربية بانتهاك حقوق الصحراويين. ويرى مراقبون أن صمت المجتمع الدولي عن خروقات حقوق الإنسان بمخيمات المحتجزين الصحراويين بتندوف، التي كان آخرها القمع الوحشي للاحتجاجات الأخيرة، قد يكون شجع جبهة البوليساريو على التمادي في عسكرة المخيمات وترهيب سكانها. وتُجري قيادة الجبهة، في سابقة من نوعها، مناورة عسكرية لأجهزتها الأمنية اليوم الثلاثاء، قرب السجن الذي يقبع فيه معتقلو الاحتجاجات الأخيرة في المخيمات، وأمرت بإحضار 15 امرأة من كل دائرة من دوائر المخيمات البالغ عددها 26 دائرة، بالإضافة لباقي سلطات البوليساريو. وأفاد قيادي سابق في البوليساريو، فضل عدم الكشف عن هويته، في اتصال مع هسبريس، بأن ما سمي مناورة الأجهزة الامنية العسكرية، رغم أنها لم تكن مبرمجة أصلا، فإنها "غير معهودة لغير القوات المسلحة، وجميع المناورات العسكرية السابقة كانت تقوم بها البوليساريو بعيدا عن المخيمات. وأوضح القيادي السابق بأن "القيام بهذه المناورات فجأة في هذا الوقت محاولة لترهيب سكان المخيمات حتى لا تتسع دائرة احتجاجاتهم المتواصلة وغير المسبوقة، من حيث عدد المحتجين ودرجة التنظيم ونوعية المطالب المطروحة على الساحة. واستدل المتحدث بخصوص مطالب المحتجين، من قبيل مطلب محاكمة القيادات التي أصدرت أوامرها للقوات التي اعتدت بوحشية على المتظاهرين، ما تسبب في العديد من الإصابات بينهم، وصل بعضها لدرجة العاهة المستديمة". وأضاف نفس القيادي السابق في الجبهة أن إطلاق الرصاص والاعتقال العشوائي وتكسير أسنان وفقء العيون وتهشيم العظام، نماذج من الإصابات التي تعرض لها المتظاهرون المسالمون جراء التدخل الأمني ضدهم، لم تنفع في ردع الاحتجاجات التي كان آخرها مظاهرة حاشدة يوم السبت الماضي. وذهب المتحدث إلى أن ما سمي بالمناورة الأمنية العسكرية المزمع تنظيمها اليوم، قد يتجاوز كونها عملية استعراض للقوة، إلى تحضير لاعتداءات أوسع وقمع أكبر على شاكلة ما قامت به الديكتاتوريات التي أسقطها الربيع العربي عندما حاصرتها الاحتجاجات. ولفت القيادي السابق في الجبهة إلى أن نظام البوليساريو أصبح اليوم أقدم نظام للحزب الواحد في العالم، فرئيسه وكافة رموز نظامه يحكمون الصحراويين في مخيمات تندوف منذ 40 سنة.