لا تزال معاناة مجموعة من ساكنة نواحي ورزازات متواصلة، حيث تعيش عدة دواوير عزلة تامة بعد انقطاع الطرق وردم منازل السكان بفعل الأمطار الغزيرة، ممّا فاقم من الأوضاع الصحية والمعيشية، ومن ذلك ندرة المواد الغذائية، مبيت العشرات في العراء، وعدم تمكّن المرضى من الوصول إلى المراكز الصحية بالإقليم. ووفق شهادات استقتها هسبريس من مصادر بالمنطقة، فإن ساكنة مجموعة من الدواوير المحيطة بواد أونيلا، فقدت منازلها ومحاصيلها الزراعية، معانية كذلك من انقطاع التيار الكهربائي وضعف شبكات الهاتف النقال، لتتحوّل هذه المنطقة القريبة من المعلمة السياحية قصر أيت بن حدو، إلى ما يشبه المنطقة المنكوبة. وغير بعيد عن هذه المنطقة، وبالضبط في جماعة إمي نولاون، تعاني ساكنة دواوير متعددة منذ أيام من البرد القارس والجوع والعطش، حيث أشارت مصادر خاصة إلى أن الساكنة محاصرة بالسيول، وأن الوضع الصحي وصل مرحلة متدهورة، حيث اتصل بعض الساكنة ببعض وسائل الإعلام، مطالبين بإيصال نداءاتهم لأجل تدخل سريع من الجهات المعنية. وفي جماعة تازناخت، وبالضبط دوار وينجكتال، أدت السيول إلى انهيار مجموعة من المنازل، وإلى مبيت الناس في العراء منذ حوالي أربعة أيام دون أي تدخل، بعد انقطاع كل الطرق التي من المفروض أن تجمعهم بالمناطق الأخرى، في وقت لا زالت فيه الجماعة بعيدة عن أي تدخل لرفع حصار الفيضانات كما لا يزال سكان جماعة غسات محاصرون بالسيول من كل الجهات، خاصة في مناطق لم يستطع مجموعة من الزملاء الإعلاميين بالقنوات والإذاعات العمومية الوصول إليها، حيث تشير أنباء واردة من هناك عن أوضاع جد صعبة لساكنة تعاني البرد والجوع. وقد تحدثت مصادر عن قيام أفراد من الدرك الملكي بتوزيع بعض المساعدات على بعض الدواوير، كجماعة أمرزكان، بيدَ أن هذه المساعدات، تبقى قليلة مقارنة بالاحتياجات، خاصة وأن ساكنة هذه الجماعة تصل إلى ما يقارب عشرة آلاف نسمة. وممّا يزيد من محنة سكان المنطقة، هي قلة الرحلات الجوية التي تجمع ورزازات بمدينة الدارالبيضاء، فهي لا تتجاوز رحلة واحدة في اليوم، حيث وجد الكثير من أبناء المنطقة، الذين يشتغلون في الرباطوالدارالبيضاء، أنفسهم محاصرين في المنطقة، بعد أن استفادوا من العطلة المدرسية السابقة. كما يعيش المراكز الصحية والمستشفى الإقليمي بورزازات حالات استنفار كبيرة، خاصة بعد وصول أنباء تشير إلى متاعب صحية كبيرة للمئات من ساكنة الدواوير، الذين لم يستطيعوا إلى حد اللحظة، تلقي العلاجات المناسبة. زيادة على عدم قدرة عشرات التلاميذ والأطر المدرسية الوصول إلى المؤسسات التعليمية المحاصرة بسبب السيول.