يتطلع مغاربةٌ إلى أن تعلن السلطات المختصة في البلاد حدادا رسميا، وتنكيسا للأعلام الوطنية، على ضحايا الفيضانات المهولة التي شهدتها عدد من المناطق في الجنوب الشرقي للمملكة، في الأيام الأخيرة، والتي أفضت إلى وفاة 32 شخصا وفقدان وإصابة عشرات المواطنين. محمد مجداوي، معلم من مدينة سلا، طالب في تصريح لهسبريس بإعلان الحداد على ضحايا فيضانات كلميم، لأنه وفاة كل ذلك العدد من المواطنين بسبب السيول يعتبر كارثة بكل المقاييس، وليس أقل من أن يعلن المغرب حزنه بإقامة حداد رسمي على ضحايا الفيضانات. وأردف مجداوي بأن الملك محمد السادس سارع إلى القيام بواجبه بعد أن أمر السلطات المحلية للقيام بواجبها إزاء ما حدث من خسائر بشرية ومادية تتعلق بممتلكات وسيارات المواطنين، غير أن الذي ينقص هو إبراز أن الحزن يعم كل مغربي يعيش في هذا الوطن بإعلان الحداد. بشرى العريف، موظفة في القطاع الخاص، سارت في نفس المنحى بالقول لهسبريس إن الحداد رغم أنه لن يرجع حياة القتلى، ولن يعوض أهاليهم وعائلاتهم، لكنه إجراء رمزي هدفه هو أن يشارك المغاربة كلهم في نفس الحزن، لأن وفاة 17 شخصا وفقدان آخرين ليس بالأمر الهين. وبالمقابل، استبعد رشيد بلمهراز، موظف متقاعد، أن يعلن المغرب الحداد على ضحايا كارثة الفيضانات، موضحا بأن الدولة لو كانت ستقوم بذلك لكانت أعلنت عنه يوم أمس أو أول أمس، مضيفا أنه يبدو أن السلطات اكتفت بمبادرة ملك البلاد، ومساعدة الدرك والجيش". وتابع المتحدث بأن إعلان الحداد في البلاد يعتبر أحد الاختصاصات الضمنية للقصر الملكي، وبأن عدد القتلى ربما لم يصل إلى الحد الذي يدفع الديوان الملكي إلى إعلان الحداد وتنكيس الأعلام الوطني، كما حدث قبل ثلاث سنوات بمناسبة ضحايا كارثة جوية وقت بكلميم. وكان المغرب قد أعلن الحداد الرسمي مع تنكيس الرايات فوق المؤسسات العمومية ثلاثة أيام متتابعة في 26 يوليوز 2011، حزنا على ضحايا تحطم الطائرة العسكرية التابعة للقوات المسلحة الملكية بالقرب من كلميم، كانت تقل 81 راكبا، منهم أفراد من القوات المسلحة الملكية وطاقم الطائرة وبعض المدنيين. وأمرت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية حينها عموم الأئمة وخطباء الجمعة بسائر مساجد المملكة إلى إقامة صلاة الغائب، ترحما على أرواح ضحايا حادث تحطم الطائرة العسكرية قرب مدينة كلميم . وسبق للمملكة أيضا أن أعلنت حدادا وطنيا يوم 15 يناير 2006 لمدة 3 أيام، نكست خلالها الأعلام فوق المرافق الحكومية والإدارية والأماكن العامة، بالإضافة إلى السفارات والقنصليات المغربية المعتمدة في الخارج، حزنا على وفاة أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح.