أكدت تغريد سعادة، وهي صحفية وكاتبة فلسطينية ومخرجة أفلام تسجيلية ووثائقية، أن تشبيه جبهة البوليساريو الصراع المفتعل في الصحراء المغربية بالقضية الفلسطينية يعتبر "مغلوطا تماما". وقالت سعادة إن البوليساريو كانت تشيع هذه المقارنة لإضفاء مصداقية غائبة عن قضيتها، وإظهارها عادلة، تشبه عدالة شعب فلسطين الجبار، والذي لا يقارن بفئة، أو تنظيم أو حزب صغير، حتى لو استخدموا علمه، أو قضية نضاله العادلة ضد الاحتلال، وحتى لو استخدموا صور أطفالنا". ولفتت تغريد، في مقال نشرته اليوم صحيفة العربي الجديد، إلى ما قامت به جبهة البوليساريو عندما قامت بترويج صور لأطفال فلسطينيين أصيبوا واستشهدوا أثناء عدوان "الرصاص المصبوب" الإسرائيلي على غزة، وترويج أن هذا فعله النظام المغربي بأطفالهم. هذه الخلاصة التي وصلت إليها الكاتبة والمخرجة الفلسطينية تأتت لها بعد عملها في فيلمها الوثائقي "العائدون" حول قضية الصحراء بالمغرب، والذي انتهت منه قبل شهرين، فضلا عن عملها في الشؤون العربية في صحف كندية لسنوات، كان لقضية الصحراء نصيب كبير في اهتمامها. وأوردت تغريد أنه "من خلال احتكاكها بمخرجين وصحافيين عرب، ومن محادثاتها الهاتفية معهم، في الخليج ودول إفريقيا والأردن، وحتى في فلسطين، لمست غياباً واضحا لفهم حقيقة الصراع في منطقة الصحراء. وكانت أهم الملاحظات، تضيف تغريد سعادة، عدم معرفة كثيرين أن مخيمات تندوف التي يقيم فيها عناصر البوليساريو توجد في منطقة تندوف في الجزائر، وليس في المناطق الصحراوية في المغرب. وأوضحت الكاتبة أنه "في المناطق الصحراوية، والتي زارتها مرات عديدة لتصوير فيلمها الوثائقي، كانت الأعلام المغربية في كل مكان، والحياة مستقرة. وفي الشوارع لم تلمح أية دوريات حفظ للأمن، كما لاحظت تطوراً عمرانياً حظيت به تلك المناطق.. وسردت الكاتبة بعض ما سمعته من شهادات مئات العائدين من مخيمات تندوف في الجزائر إلى المغرب، منهم من كان قيادياً في الصف الأول في البوليساريو، حيث أكدوا لها "الحياة الصعبة في مخيمات تندوف، إذ لا كهرباء ولا ماء والبنية التحتية معدومة". واستطردت المخرجة الفلسطينية أنه "من غير المسموح دخول المخيمات من دون تصريح من الأمن الجزائري، وهو ما يخالف التعريف الدولي لمخيم اللجوء، حيث يجب أن يسمح بحرية الدخول والخروج منه". وتطرقت الكاتبة إلى الواقع الصعب في مخيمات تندوف، وقالت إن أحد الشباب كان عائداً للتو من تلك المخيمات، أسر لها بأن سبب عودته "أنه يبحث عن مستقبل"، مضيفة أن احد زعمائهم، محمد شريف، قال إنه عندما ذهب فوجئ من أخطاء فادحة يرتكبها القياديون واستغلالهم لمناصبهم. وأضاف "كنت ناقماً على الوضع، لأنهم أوهمونا أنها ثورة، ولم تكن كذلك. بدأت بالنقد، فوضعوني في السجن في ظروف صعبة ست سنوات، في غرفة صغيرة لا تستطيع أن تمد يدك فيها، ولا يبعد سقفها عن رأسك إلا سنتيمترات قليلة، كانوا يضعون أقنعة على وجوهنا، ويستخدمون الأرقام، لا الأسماء، لتمييزنا".