أعلنت الإمارات قائمتها لمن صنفتها تنظيمات إرهابيّة، تهدف ل"الشفافية وتوعية كافة أفراد المجتمع بتلك التنظيمات" وفق تعبيرها المواكب لكشف لائحة ضمت الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يتواجد بتشكيلته الحالية قياديَان في حركة "التوحيد والإصلاح" المغربية، وهما أحمد الريسّوني، نائب رئيس الاتحاد يوسف القرضاوي، وأيضاً نزيهة معاريج؛ ليصبح بذلك هؤلاء أفراداً ضمن "مُنظّمة إرهابية"، في نظر دولة خليفة بن زايد آل نهيان. وقال بلاغ صادر عن مجلس الوزراء الإماراتي نهاية أسبوع الماضي، إن إعلانه لقائمة "التنظيمات الإرهابية" يأتي تطبيقا لأحكام قانونه "الاتحادي" الخاص ب"مكافحة الجرائم الإرهابية"، والذي أصدره الرئيس الإماراتي، خليفة بن زايد آل نهيان، ولقرار المجلس بشأن "نظام قوائم الإرهاب"، مشيرا إلى أن نشر هذه الأخيرة يأتي "من أجل الشفافية وتوعية كافة أفراد المجتمع بتلك التنظيمات". إلى جانب أحمد الريسوني، الفقيه الأصولي والوجه الإسلامي المعروف داخل وخارج المغرب، يظهر اسم نزيهة معاريج، أستاذة مقارنة الأديان بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول بوجدة، التي تُعدّ ناشطة دعوية معروفة في المدينة الشرقية وداخل أوساط "التوحيد والإصلاح"، الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية، حيث انتخبت أخيرا نائبة لمسؤول الحركة بوجدة، فيما تنشط داخل عدد من المنظمات الإسلامية كالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والمنتدى المغربي للوسطية كما تشغل رئيسة لجمعية حوار النسائية، وعضوة داخل المجلس المحلي بوجدة. وفيما لم تصدر فيه حركة التوحيد والإصلاح أي بلاغ في شأن إعلان الإمَارات، خاصّة بشَأن الريسوني، الذي يعد من أبرز مؤسّسيها وقيادييها، والذي انتُخب أخيرا عضواً في المكتب التنفيذي ضمن آخر مؤتمر وطني، الذي عقد الصيف المُنصرم بالرباط، إلا أن أجواءً من السخط والتنديد تعم مواقع التواصل الاجتماعي، من تلامذة وأتباع الريسوني، فيما أعلن عدد منهم انخراطهم في حملة دولية تدعو الإمارات لمراجعة موقفها والتضامن مع شخصيات معروفة داخل الاتحاد، منها عصام أحمد البشير وراشد الغنوشي ومحمد الشنقيطي وحارث الضاري ومنير شفيق، وغيرهم. وعبرّ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن استغرابه من وصف الإمارات له بالإرهاب، مُعلناً رفضه لهذا التوصيف، فيما تساءل عن "خلو القائمة من منظمات إرهابية بالفعل والقول في بلاد كثيرة"، على أن القائمة المذكورة ركزت على "المنظمات الإسلامية فقط ومن بينها منظمات إغاثية عالمية حصدت العديد من الجوائز والتقديرات لدورها في خدمة العالم"، مشيرا إلى أنه لم يكن يتوقع أن تصدر في حقه مثل هذه القرارات"ومن دولة عربية إسلامية !". وطالب الاتحاد، وفق بلاغ له صدر اليوم الاثنين، من دولة الإمارات مراجعة موقفها و"العدول عن إدراج الاتحاد ضمن أي قوائم سيئة غير مبنية على أي تحليل أو تحقيق لا قانوني ولا منطقي ولا عقلاني"، مشددا على أنه، ومنذ تأسيسه من عشر سنوات، "فإنه ينتهج نهج الوسطية والاعتدال والتجديد الفكري والديني ، ويواجه التشدد والعنف والإرهاب"، على أنه مشهود له باحترام دولي، و"كثير من أعضائه هم من مؤسسي أو أعضاء في كيانات دولية لها سمعتها النظيفة". وتضم القائمة 83 مُنظّمة عالميّة، تشتغل في مجالات الإغاثة والعمل الخيري والدعوة الإسلاميّة، في مقدمتها جماعة "الإخوان المسلمين" و"تنظيم القاعدة" و"داعش" و"الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" وجماعة "الحوثيين"، واتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا وفي فرنسا، في الرابطة الإسلامية في دول إيطاليا وبريطانيا وفنلندا والنرويج والسويد اتحاد المنظمات الإسلامية.