كي مون: الحكامة العالمية مطالبة بمواجهة جيل جديد من المشاكل أكد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون في افتتاح الدورة الثالثة للندوة الدولية حول الحكامة العالمية اليوم السبت أن على الحكامة العالمية مواجهة جيل جديد من المشاكل. وقال الأمين العام لأمم المتحدة أن قوى اقتصادية جديدة وصعوبات جديدة برزت، معتبرا أن" أي بلد وأي مجموعة من البلدان كيفما كانت قوتها لن تتمكن من مواجهة التحديات الكبرى الراهنة لوحدها"، بالنظر إلى أن المشاكل الراهنة عابرة للحدود. وأضاف أن "بعض الإجراءات والهياكل السابقة لم تتطور في وقت تتسع فيه علاقات الترابط. ويتعين علينا بكل بساطة إيجاد أفضل السبل للتعاون وإرساء أنظمة ملائمة لعصرنا وأنظمة تستجيب بشكل أفضل لحتمية تحمل المسؤولية وتكون أكثر تمثيلية وتمكن من الاستفادة أكثر من القوة التي نتوفر عليها جميعا كمجتمع دولي". وحسب الأمين العام للأمم المتحدة فان العولمة لم يكن بإمكانها إحداث اختلالات في تفاوتات الماضي وأن الوقت حان لتوحيد الصفوف ووضع الأسس الضرورية في مختلف مجالات الأنشطة في أفق تحقيق تقدم حقيقي. وحدد الأمين العام للامم المتحدة ، في هذا الصدد، ثلاثة تحديات رئيسية تواجه الحكامة العالمية، تهم ضمان إقامة اقتصاد عالمي للعالم أجمع، ومكافحة التغيرات المناخية والاستجابة للتحديات التي تطرحها الهجرة والجريمة المنظمة. إلى ذلك تقدم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بشكره للملك محمد السادس ، على الخطاب الملكي السامي الموجه إلى المشاركين في هذا اللقاء، منوها بحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة اللذين خصته بهما الحكومة والشعب المغربيين. وأبرز بان كي مون، الذي يزور المملكة المغربية للمرة الاولى بصفته أمينا عاما للأمم المتحدة، المكانة المتميزة التي يحتلها المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية في مجال لنهوض بالحوار والتفاهم حول القضايا العالمية الكبرى، معتبرا أن الحكامة تشكل إحدى أهم القضايا المعاصرة. وتنظم الندوة العالمية حول الحكامة، التي أطلقت في سنة 2008، بمدينة مراكش للسنة الثانية على التوالي بمشاركة شخصيات وازنة من عالم السياسة الدولية والاقتصاد ضمنهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وجان كلود تريشي رئيس البنك المركزي الأوروبي، وآن يو يونغ سفير كوريا لدى مجموعة ال20. ومن بين الحضور أيضا كمال ديرفيس من معهد بروكلينز، وحسين ديريوز مستشار رئيسي للأمين العام لمنظمة حلف الشمال الأطلسي والمستشار الخاص السابق للرئيس التركي عبدالله غول وجواكين ألمونيا نائب رئيس اللجنة الأوربية. ويشارك أيضا في هذه الندوة ،الدكتور محمد إبراهيم مؤسس ورئيس مؤسسة "موإبراهيم", وماري روبينسون أول امرأة تولت منصب رئيسة إريلندا ما بين 1990 و1997, و جان دافيد لوفيت مستشار دبلوماسي للرئيس نيكولا ساركوزي، وناتالي كوسييسكو موريزيت كاتبة الدولة في الحكومة الفرنسية مكلفة بالتنمية الاقتصادية الرقمية, فضلا عن مسؤولي منظمات دولية وشركات متعددة الجنسيات, وأرباب كبريات المقاولات, وخبراء وباحثين. وتعد ندوة "وورلد بوليسي" بمثابة فضاء للنقاش والتبادل بين مختلف الفاعلين والخبراء والأكاديميين والاختصاصيين من أجل تحسين الحكامة الدولية واستجماع كافة الجهود لأجل المصلحة العامة. وتجمع ندوة "وورلد بوليسي" التي أحدثت سنة 2008 بمبادرة من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية, كل سنة شخصيات من رجال السياسة ومسؤولي منظمات دولية ورؤساء أكبر الشركات وخبراء مرموقين وصحفيين حول رؤساء دول وحكومات من أجل تطوير النقاش الجماعي حول التحديات الآنية. ويعتبر المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (إيفري), الذي يضم حاليا حوالي 50 شخصا والذي أحدث سنة 1979, أول فضاء فرنسي مخصص لتحليل القضايا الدولية, ومن بين مهامه خلق نقاش حر وعميق حول أكبر التحديات المعاصرة. تجدر الاشارة الى أن المشاركين في الدورة الثانية ل"وورلد بوليسي" ناقشوا مواضيع تهم "الحكامة السياسية" ,و"القانون الدولي" و"الحكامة الاقتصادية والمالية" و"حركات الهجرة" و "الطاقة والمناخ" و "الصحة والبيئة" و "الماء والفلاحة والتغذية".