دعا عبد الواحد الراضي، رئيس الاتحاد العالمي للبرلمانيين، الشباب المغاربة إلى المشاركة في العمل السياسي واتخاذ القرارات، وقال "على الشباب أن يأخذوا قدرهم بيدهم"، وذلك بمناسبة افتتاح أشغال الجمع العام التأسيسي للإتحاد الإفريقي للبرلمانيين الشباب، المنعقد اليوم الخميس بمقر البرلمان الجديد، والذي أداره النائب عن حزب الأصالة والمعاصرة المهدي بنسعيد. "الشباب في العالم لهم مؤهلات عدة يجب استثمارها، وأهم استثمار لإفريقيا خصوصا مشاركتهم في المجتمع، لذلك على الشباب أن يشاركوا في الديمقراطية التي هي مفتاح التطور والعدالة الاجتماعية،" يقول الراضي الذي شدد على ضرورة تجاوز "العقليات التقليدية التي لا تؤمن بالمساواة بين الفقراء والأغنياء، وبين النساء والرجال والكبار والشباب". وأفاد الراضي، الذي كان يتحدث أمام برلمانيين شباب قادمين من مختلف الدول الإفريقية والمشاركين في التحضير لتأسيس الإتحاد، أن أبحاث الإتحاد العالمي للبرلمانيين أكدت أن أقل من 2% من البرلمانيين في العالم يبلغون أقل من 30 سنة، وأن البالغين بين 20 إلى 40 سنة يمثلون فقط 12 % من عدد البرلمانيين. واسترسل الراضي بالقول "هذا غير مقبول ويجب العمل على تغيير الوضع وإصلاحه، وحتى مشاركة الشباب في الاستحقاقات الانتخابية ضعيفة، وهذا يبرز أن الشباب لا يشاركون في السياسة والانتخابات" وفق تعبيره. واعتبر عبد الواحد الراضي أن استعمال الشباب للمواقع الاجتماعية للتعبير عن آرائهم وأفكارهم لا يعني بالضرورة بقاءهم بعيدا عن المشاركة السياسية، داعيا بشدة لمشاركة الشباب في الفعل السياسي، ولعب دور المحرك لتنمية بلدانهم باعتبارهم أساس التغيير". التعاون الإفريقي وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، ركز في مداخلته على أهمية التعاون الإفريقي اعتمادا على الطاقات الشابة التي تتوفر عليها القارة من أجل تحقيق التنمية المنشودة. واعتبر مزوار، في كلمة أمام برلمانيين شباب قادمين من مختلف الدول الإفريقية والمشاركين في التحضير لتأسيس الإتحاد، أن احترام الحدود الجغرافية للبلدان واستغلال الكفاءات والأطر، معطيات ستمكن من تحقيق النهضة الإفريقية المنشودة". مزوار، الذي ألقى كلمة ارتجالية باللغة الفرنسية، شدد على أن الملك محمد السادس ما فتئ يؤكد على ضرورة العمل المشترك بين دول إفريقيا من أجل النهضة المشتركة عبر تعزيز التعاون والتواصل فيما بينها، والإستثمار الإيجابي للكفاءات والأطر والأفكار والثروات". وأنهى وزير الخارجية مداخلته في ذات المناسبة بالقول "لا يمكن لأحد أن يشتغل مكاننا وأن ينمي قارتنا، لذلك علينا العمل بأنفسنا من أجل ذلك" وفق تعبير مزوار. إرادة الشبيبة الإفريقية شفيق رشادي، الذي تناول الكلمة نيابة عن رشيد الطالبي العالمي رئيس مجلس النواب الذي تعذر عليه الحضور لانشغالات طارئة، أكد أن للمجلس شرف استقبال واحتضان تأسيس الإتحاد الإفريقي للبرلمانيين الشباب الممهد لتعزيز العمل الإفريقي، وتقوية النسيج البرلماني والديمقراطية التمثيلية في القارة". وقال رشادي أمام الحضور "نتطلع إلى أن يضع الإتحاد العالمي للبرلمانيين الأسس لبناء برلمان جديد يتجاوب مع إرادة الشبيبة الإفريقية، وأن يعمل على التعبير عن أفكارها وتطلعاتها الجديدة". وأضاف "الاتحاد هو إطار جديد للتواصل والتنسيق في إطار العمل البرلماني للدفاع عن ما يجمعنا كأفارقة من قيم ومبادئ، ما يستدعي توحيد جهودنا وتجميع طاقاتنا قصد مواجهات المعضلات والمشاكل التي تعرفها إفريقيا في ظل التحولات العميقة التي يعرفها العالم". وبدوره اعتبر ممثل منظمة الأممالمتحدة بالمغرب، أن مبادرة تأسيس الإتحاد إيجابية، منوها باختيار المغرب لذلك، مؤكدا ما جاء من أرقام في مداخلة عبد الواحد الراضي حول مشاركة الشباب في العمل السياسي، معتبرا أن هذا الوضع سلبي رغم الدور الكبير الذي لعبه الشباب في تحريك الوضع السياسي خلال الحراك الديمقراطي الذي عاشه العالم خلال سنة 2011. البرلماني الطوغولي ثيوفيل أدجامكبا، اعتبر أن تأسيس الاتحاد حلم بدأ يتحقق بتحركات لشباب طامحين، مؤكدا أن الأمر تطلب عزيمة قوية، شاكرا كل من ساهم في إخراج الفكرة للوجود، وشاكرا تحركات الملك الذي وصفه بالرجل الذي يثق في إفريقيا. وأردف "اتحادنا الذي نؤسسه بعزيمتكم، يهدف إلى تأسيس إفريقيا الموحدة التي نؤمن بها جميعا"، مضيفا "قوة إفريقيا ليس في بترولها أو ذهبها أو معادنها لكن في شبابها، ولا يمكن أن تكون قوية إلى بالانخراط في الفعل السياسي، والذي نضع لبناته في الإتحاد". وتمتد أشغال الجمع العام التأسيسي للإتحاد الإفريقي للبرلمانيين الشباب على مدى يومين من الزمن، ببرمجة تشمل مناقشة القانون الأساسي والتصويت عليه، وانتخاب رئيس الإتحاد وأعضاء السكرتارية العامة، وعقد اجتماع لتسطير برنامج العمل خلال السنة المقبلة.