قال خبراء ويهود فرنسيون، إن البحث عن المال، والأمن، من أهم أسباب في زيادة هجرة يهود فرنسا إلى إسرائيل في الثمانية أشهر الأولى من العام الجاري. وأفاد جدعون كوتس، المحلل السياسي اليهودي، والأستاذ بقسم الدراسات العبرية في جامعة باريس، إن "ما تشهده فرنسا من موجة هجرة نحو إسرائيل، لا تتجاوز 1% من اليهود الموجودين في فرنسا"، مضيفا أن "موجة الهجرة كانت عفوية بسبب الوضع الاقتصادي، والتهديد الحقيقي (الأمني)الذي تمثله بعض الجماعات على اليهود". وردا على سؤال، لوكالة الأناضول، حول تشجيع الوكالة اليهودية في فرنسا (شبه حكومية)، ليهود فرنسا على الهجرة إلى إسرائيل، قال: "تشجيع اليهود على الهجرة إلى إسرائيل موجود منذ زمن والوكالة اليهودية سهلت موجة رحيل اليهود". وأشار إلى أن "الحكومة الإسرائيلية الحالية وضعت في خدمة يهود فرنسا سلسلة من الإجراءات لتسهيل اندماجهم كالاعتراف بشهاداتهم وتخفيض الضرائب وتعليمهم اللغة العبرية ، فإسرائيل جاهزة لاستضافة المزيد من اليهود ففيها قانون يحث على حق العودة و فيه يحق لكل يهودي في العالم الذهاب الى اسرائيل والعيش فيها". وكان ارييل كاندل، مدير الوكالة اليهودية في فرنسا، قال في تصريحات صحفية قبل أيام، إن فرنسا تصدرت قائمة دول الهجرة إلى إسرائيل فى الثمانية أشهر الأولى من عام 2014، فى سابقة هي الأولى من نوعها، حيث توجه 4566 يهوديا فرنسيا إلى إسرائيل في تلك الأشهر. وتوقع كاندل، أن يصل عدد يهود فرنسا المغادرين إلى إسرائيل، 5500 يهوديا، بنهاية عام 2014، وهو رقم يعادل نحو 1% من إجمالي عدد يهود فرنسا الذين يصلون إلى 500 ألف يهوديا، وفق إحصاءات غير رسمية. ومنذ بداية عام 2014 تعرض يهود فرنسا إلى عدد من حوادث العنف والملاحقة على يد مجهولين في ضواحي باريس، وهي الحوادث التي تزايدت مع بداية الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، بحسب مراقبين. من جانبه قال نائب رئيس مجلس المؤسسات اليهودية في فرنسا (غير حكومي) فرانسيس كاليفات، إن "ظاهرة هجرة اليهود من فرنسا إلى إسرائيل تعود لسببين، الأول اقتصادي و الثاني أمني؛ فالوضع الاقتصادي في فرنسا وفي أوروبا سيء، ونسبة النمو في اسرائيل أفضل، كما أن شعور يهود فرنسا بعدم الأمان في بلدهم يدفعهم لأخذ المبادرة والرحيل". واستدرك: " في فرنسا، الجميع يشعر بالأمان ما عدا اليهود"، مشيرا إلى أن عمليات ملاحقة اليهود في باريس تزايدت مع بداية أعمال العنف في غزة (الحرب الإسرائيلية) وهو ما أدى لزيادة الهجرة خلال آخر شهرين، مضيفا أن: "يهود فرنسا لا يمكنهم قبول الذهاب للصلاة في الكنيس دون حماية الشرطة، كما لا يمكنهم إرسال أولادهم الى المدارس اليهودية، إلا تحت الحماية الأمنية". وفي شارع روزيه، الذي يعد من الشوارع اليهودية القديمة وسط باريس، والذي دائما ما يكتظ باليهود وبالسياح الذين يأتون بالعشرات للتسوق أو لتناول الوجبات اليهودية الشعبية، المصنوع على الطريقة الإسرائيلية، باتت الآراء متباينة حول أسباب الهجرة إلى إسرائيل وكذلك جدواها. "نوام" شاب يهودي فرنسي (17 عام) قال لوكالة الأناضول: "أرغب في الذهاب إلى إسرائيل لأنني لا أشعر هنا بالأمان، فإسرائيل وطني وستوفر لي الحماية"، في الوقت الذي لم توافقه فيه الرأي صديقته "كلوديا" التي اعتبرت أنهم في هجرتهم إلى إسرائيل سيواجهون صعوبات "حتما"، خاصة في اللغة. بدوره أورد سمويل بينو" يهودي فرنسي، (56 عام) "أنا باق في فرنسا لأسباب عائلية وإذا أتيحت لي فرصة للذهاب إلى إسرائيل فلن أتأخر أبدا"، بينما قال "جيروم" يهودي فرنسي، في الأربعينيات من العمر، " أنا لن أغادر فرنسا لأنني أعيش بشكل جيد هنا، وإذا اضطررت الى المغادرة فلن تكون وجهتي إسرائيل". من جهته اعتبر "آري" في التاسعة والأربعين من عمره، أنه لن يترك فرنسا بين ليلة وضحاها، بينما أفاد أحد الحاخامات اليهود رفض الكشف عن اسمه، إنه "لا يمكن التعميم أن جميع الفرنسيين أوجميع المسلمين يكرهون اليهود، فالأديان تدعو إلى التسامح". *وكالة أنباء الأناضول