لم تكن عشرات أصناف الطيور، التي تشتهر بها بحيرة المرجة الزرقاء، الواقعة بقرية مولاي بوسلهام، موجودة نهاية هذا الأسبوع، سوى بكتاب الطيور، الذي يمسكه خليل الفشخير (مرشد سياحي) بيده، أما الأصناف القليلة التي عاينها مراسل الأناضول، فلم تكن سوى من أصناف الطيور المقيمة بالمرجة طوال العام. تنطلق الرحلة التي يرافق فيها خليل زبناءه من ميناء الصيد الصغير، الذي أقيم على جنبات البحيرة، التي ترتبط بشكل مباشر بالمحيط الأطلسي، وبعد أن يركب السياح قارب المرشد السياحي، يتوجه الجميع نحو مياه البحر، لكن دون أن يعبر إليها المركب الصغير. "هنا على يميننا، يرقد مولاي بوسلهام، الولي الصالح الذي تحمل القرية إسمه، وعلى يسارنا يوجد شاطئ هواي، كما يسميه زوار المنطقة"، يقول خليل للأناضول. ويضيف "كلما ابتعد القارب عن مياه المحيط، كلما أصبحت حظوظ مشاهدة الطيور عن قرب أكبر، لكن المرجة الزرقاء، لا تستقبل الطيور القادمة من أوروبا إلا بعد حلول فصل الخريف". "هذه الأيام سنودع السياح الذين فضلوا قضاء عطلة الصيف بجنبات البحيرة، وقريبا من الشاطئ، أو حتى الذين يزورن المرجة الزرقاء ليوم واحد، وخاصة من المغاربة المقيمين بأوروبا"، يشرح المرشد السياحي، وعدد من مراكب زملائه، فوقها السياح، تمر من أمام مركبه. الاقتراب من الطيور، يحتاج إلى مهارات خاصة لقيادة المركب بالشكل الذي لا يزعجها، ويجعلها تطير بعيدا، وفق ما يقوله خليل، وهو يقترب من مجموعة من هذه الطيور المقيمة، التي لا تقبل بموقع آخر، بديلا عن المرجة الزرقاء. التوغل أكثر بداخل البحيرة، يقودك إلى جزيرة صغيرة يتوقف بها السياح للتخلص من "ميلان المركب" (دوار) لبعض الوقت، ولمراقبة الطيور من موقع جديد. "هذه أول مرة أزور المرجة الزرقاء، وقد سعدت بمشاهدة الطيور عن قرب، وإن لم نصادف سوى عدد قليل من أصنافها"، يقول عبد الإله الخدير، سائح فرنسي من أصول مغربية. عبد الإله وأمثاله من السياح، الذين اختاروا زيارة المرجة الزرقاء صيفا، ليسوا من هواة مراقبة الطيور، بامتياز، فالبنسبة لخليل، فإن الذين يهتمون بمراقبة الطيور المهاجرة، لديهم إلمام بتوقيت تواجدها بالبحيرة، بل حتى بالتوقيت المناسب للقيام بجولة بالمركب. ويضيف "التوقيت الأنسب لمراقبة الطيور عن قرب، هو وقت جزر البحر، عندما يكون مستوى الماء بالبحيرة منخفضا، وهي الساعة التي تخرج جميع الطيور من مخابئها وأعشاشها للبحث عن طعامها وصيدها بالبحيرة". وتمتد بحيرة المرجة الزرقاء على مساحة 7300 هكتار، وقد تم تصنيفها كمحمية بيولوجية عالمية، وفق اتفاقية رامسار الدولية للمناطق الرطبة، وهي البحيرة الأكبر التي تستقبل الطيور المهاجرة القادمة من أوروبا كمحطة أولى بشمال المغرب. ويبدأ موسم هجرة الطيور نحو أفريقيا جنوبا، ابتداء من مطلع فصل الخريف، ويستمر تواجد الطيور المهاجرة بالمرجة الزرقاء إلى حدود شهر مايو، وفق خليل. *وكالة أنباء الأناضول