على سفوح جبل "إلغون" في مقاطعة "مبالي" شرق أوغندا، سيجتاز 15 ألف صبي مرحلة الطفولة إلى الرجولة، حيث يجري ختانهم على مدار الأشهر الثلاثة المقبلة. وفي أرض "باماسابا"، بدأ موسم الختان المعروف باسم "إيمبالو"، حيث يواجه سكين الجراح عددا من أبناء عشيرة "موتوتو" في منطقة "بوغيسو". وفي حديث لوكالة الأناضول، قال "وانغوي بيتر"، وهو قائد عشيرة "واموتو"، وعضو مجلس "باماسابا": "كل من يجري ختانه لا يتم إعطاؤه أي مخدر.. الجميع يجب أن يواجهوا السكين". والحدث التقليدي نصف السنوي، الذي بدأ في عام 1920، هو ممارسة رئيسية لشعب "باماسابا"، لا سيما في شرق أوغندا، وغرب كينيا. وأوضح زعيم مجلس "باماسابا"، أوموكهوكا ويلسون واميمبي، أن هذه الطقوس بدأت لأول مرة عندما أراد رجل ينتمي إلى "باماسابا" الزواج من امرأة تنتمي إلى عشيرة "كالينجين" من كينيا، فاشترط آنذاك أن يجري ختان العريس أولا. في البداية، كان أولاد عشيرة "باماسابا"، يبلغون من العمر 20 عاما، قبل أن يجتازوا طقوس الختان. قائد عشيرة "واموتو"، أضاف: "في هذه الأيام، كان هؤلاء الصغار يشاركون (في الطقوس) عند بلوغهم سن 16 عاما، ويصبحون أكثر جرأة، فيجري ختانهم". وعندما يخبر الصبي والده أنه مستعد للطقوس، تبدأ رقصة احتفالية كجزء من عملية تهدف إلى جعله قويا بشكل كاف، وتبني ثقته. وأثناء الرقص، يجري تلطيخ جسد الصبي العاري بالخميرة وروث البقر أو الماعز، ولا يرتدي سوى سروال قصير، والخرز الذي يغطي الجزء العلوي من جسده. ويرتدي الصبي أصدافا صغيرة أيضا حول معصميه وكاحليه، فيما يرتدي آخرون أجراسا على أفخاذهم العليا، وتزين رؤوسهم الزينة اللامعة إلى جانب ذيل الماعز الذي يهتز، حسب الكيفية التي يحرك بها رأسه. وتابع "بيتر": يعبر الصبي القرية من منزل أحد أقربائه إلى آخر، يبلغهم بختانه الوشيك. وأضاف: "يرحل الصبي مع هدايا تتراوح من الماعز إلى النقود، اعتمادا على ما يمكن أن يقدر القريب عليه". وأوضح الزعيم القبلي أن الصبي يرافقه إيقاع موسيقي (دقات طبول) يصعب على العديد من المتفرجين مقاومته، حيث تجذب الموسيقى العديد من النساء الذين يرقصون أثناء مرافقتهن الصبي، وكلما زاد عدد النساء كان أفضل. وأشار بيتر إلى أنه "في يوم الحفل، بعد تحديد من الذي سيجري الختان، تذبح عائلة الصبي ديكا وعنزة وثور. يجري ذبحها كلها في يوم الاحتفال". وزاد بالقول: "إننا ذبح في الصباح الباكر والعشيرة كلها تتشارك اللحم، ويقصد من هذا تطهير الصبي من الأرواح الشريرة". من جهته، يملك "جوزيف ماساباسي"، الذي كان يعمل خاتنا محليا على مدى السنوات ال 20 الماضية، ما يزيد عن 50 سكينا. وفي حديث لوكالة الأناضول، قال "ماساباسي": "استخدم سكينا واحدا لكل طفل أقوم بختانه". وأشار إلى أنه حذر للغاية بسبب مخاوف من احتمال انتقال عدوى الفيروس الإيدز (نقص المناعة المكتسبة). وأضاف: "بعد استخدام السكين، أغسله بكميات وفيرة من الماء، ثم أغليه لمدة أكثر من 30 دقيقة، وحينئذ فقط أتأكد أنه آمن". وتابع "ماساباسي": "وبعد أن تجف (السكين)، أقوم بشحذه جيدا من أجل الطفل التالي". وأوضح أنه بمجرد ختان الصبي، تعطى القلفة (جلدة الذكر التي تقطع في الختان) إلى والد الطفل لدفنها. وفي أرض "موتوتو"، ينتظر ستة "جراحين" -جميعهم يمسكون بإحكام سكاكينهم في أيديهم- بفارغ الصبر وصول الأولاد. على الأرض ستة أكياس ملأى بطحين الدخن (نبات عشبي ذو بذور صغيرة) المحمص، يأخذ منها الجراح مسحات، ويغطي جميع على أصابعه لمساعدته في الإمساك بثبات العضو التناسلي للصبي أثناء إجراء العملية. ثم يمر الصبي العاري عبر الحشد، ممسكا بعصا وذراعاه مرفوعتان عاليا، وبمجرد أن يصل ناحية الجراح، يمسك الأخير بعضوه التناسلي بثبات، ويقطع -بضربة واحدة- القلفة. فتنفجر الحشود المتجمعة في التهليل والصياح، قائلين: "هو الآن رجل!". ملفوفين بضمادات من القطن التي تعرف باسم "ليسو"، يعطى الأولاد كراسٍ يجلسون عليها حتى يتوقف نزيف الدماء. وبعد مرور ثلاثة أيام، يزور الجراح أسرة الصبي –الذي أصبح الآن "رجلا"- متعهدا بتقديم المشورة للأخير حول القضايا الهامة في الحياة. ويشجع أولئك الذين ما زالوا في المدرسة، على سبيل المثال على مواصلة تعليمهم، وذلك لتحقيق حياة أفضل لأنفسهم ولأطفالهم. وبعد مرور شهر، يشجع " الرجال" الذين اجتازوا طقوس المرور إلى البلوغ مؤخرا على "اختبار قدرة رجولتهم التي تم شحذها" مع فتيات من اختيارهم. وتابع الجراح "ماساباسي": "يجب أن تختبر، نحن نعتقد أن (تجربة) الجنس الأولى تساعد على التئام الجرح تماما". ومع ذلك، يحاول بعض رجال القبائل، التهرب من الطقوس. واختتم الزعيم القبلي محذرا: "من يهرب، عندما نمسك بك، نقوم بختانك في ذلك الزمان والمكان. يجب أن تحترم التقاليد". *وكالة أنباء الأناضول