أعلنت وزارة التربية في سوريا أنها كشفت هوية المعلمتين اللتين ظهرتا على شريط الفيديو وهما تعاملان تلاميذهما بقسوة شديدة، وأنه قد تم فصلهما عن التعليم. ويبدو أن الأحداث جرت في منطقة "السفيرة" الواقعة في محافظة حلب، شمال غرب سوريا. وقال موقع قناة "فرانس 24": إن بث شريط فيديو تظهر فيه معلمتان سوريتان وهما تعاملان تلاميذهما بقسوة شديدة في إحدى مدارس منطقة السفيرة، الواقعة في محافظة حلب، شمال غرب سوريا، أدى إلى تعبئة السوريين على الإنترنت من أجل كشف هوية المعلمتين ومعاقبتهما. ويُظهر الشريط الذي يمتد لدقيقتين ونصف، المعلمتين وهما تضربان تلاميذهما على الأيدي والأرجل بمسطرة طويلة. كما أن إحداهما أجبرت تلميذة على مساعدتها في أن تمسك برجلي زميل لها في الفصل وإبقائهما في الهواء كي تتحكم المعلمة في معاقبته. ونقل الموقع عن مدير نساء سورية بسام القاضي, الذي يعنى بحالات العنف ضد النساء والأطفال في سورية: "في الشريط نرى جيداً أن المعلمتين لا تتستران على فعلتهما... لأن الضرب في المدرسة جزء من التعليم في نظرهما". ويضيف القاضي: ما نراه في الشريط هو دليل على العنف المتفشي في المدارس السورية بشكل يومي. المعلمون والمديرون هنا لا يؤمنون بتعليم بلا عنف، ولا أقول: إن تعنيف التلاميذ يحدث في المدارس يومياً. لكن الشتيمة والضرب على الرأس والضرب بالمسطرة على اليدين، أو أن يجبر التلميذ على البقاء واقفاً على رجل واحدة لمدة معينة، أو إجلاسه في المقاعد الخلفية.. هي كذلك أنواع من العنف، وهي منتشرة في المدارس العامة والخاصة على حد سواء. وحدهم تلاميذ المدارس الراقية، أي أبناء الأعيان، يَسلَمون من هذه الممارسات. في الشريط، نرى جيداً أن المعلمتين لا تتستران على ما تقومان به ولا تمنعان تصويره، فبالنسبة إليهما الضرب أمر عادي. وهو جزء من التعليم. وبالتالي فلا داعي للتستر عليه، حتى أهالي الأطفال ضحايا العنف في المدرسة لم يعودوا يشتكون لأنهم يخشون أن ينعكس ذلك سلباً على أطفالهم، لهذا فإن التعرف على هوية المعلمتين ومعاقبتهما لا يكفي، كل النظام التعليمي يحتاج إلى إصلاح. كما أن الوزارة يجب أن تتحدث إلى التلاميذ حول هذا العنف الممارس ضدهم. إذا نظرنا اليوم إلى المقررات التعليمية في سوريا فلن نجد شيئاً عن الموضوع. يجب على الوزارة أن تُخبر التلاميذ بحقوقهم وأن تُفهمهم أن دور المعلم تعليمي فقط ولا ينبغي على المعلم أن يصبح سيداً أو جلاداً.