عُذرا ...غزّة, فأخوك العربي منشغلٌ بتتبع المسلسلات والبرامج على تلفاز العار,مُنهمكٌ ومُشتت الأفكار فهاتفه الذكي أخذ كل وقته فلم يعد صاحبنا يُفكر في شيء إلاّ في متابعة تغريدة على "تويتر" أو تعليق على "الفايسبوك",أخوك العربي مهموم لأن سيارة العام الماضي لم تعد تعجبه ؟؟ وحار في نوع جديد يلبي طموحاته ...؟؟ عُذرا ...غزّة, لأن جارك الإعلامي على شاشة الكنانة اختلّتْ عندهُ الموازين, وأُصيبَ بالهستيريا لدرجة أنه أطلق العنان للسانه الآمر بالسوء,وطالب بضربك ليطهّرك من الارهاب, لقد تحوّلت مقاومة المحتل إرهابا ؟ لقد تناسوا أن المحتل لا يخرج من الأرض إلا عبر النضال والمقاومة,تناسوا أنك فقط تُدافعين عن ما تبقى من شرف العرب والمسلمين النائمين ؟؟ أو ربما لم يدرسوا التاريخ جيدا ,فالبلدان العربية طردت المحتل بالمقاومة الشعبية .إلا أنت فقد توقفت عقارب الساعة أمامك,وصرت تُهدّدين أمن الذئب في بيتك ؟؟ عُذرا ...غزّة, فكل العرب يُشاهدونك وقت الإفطار عندما نرتشف المُرّ على مائدة الخيبة,ونرى كم أن دماؤك تسقط يوما بعد يوم, فالرّوح في غزة ليس بينها وبين الله حجاب,تصعد الى البارئ عز وجل وتترك كل شيء هنا, فتبقى الذكريات محفورة على الأرض لسنين طويلة. عُذرا ...غزّة, فرغم الحصار من الأعداء والأصدقاء نرفعُ لكِ القبعة احتراما وتقديراً خجلا من أنفسنا فنحن المحاصرون ولستِ أنتِ,لقد أذهلتِ العالم وأظهرت العدو على حجمه الطبيعي, فنحن من حوّل الحشرة غولا كبيرا لا يُقهرْ, لكن صمودك وإبداعك في الرّد قلنا الله أكبرْ. عُذرا ...غزة, فبينما نحن نجمع شتات لُعب الأطفال ,أنت تجمعين أشلاء أطفالك الرُضع بكل ثبات وإيمان ويقين في الله, فأيُّ قلبٍ لديكِ وأي صبرٍ وأيُّ نخوةٍ, فغزّة كلها مقاوَمة, بينما جيوش العرب مالتْ عن عقيدتها وأصبحت تُنتج معكرونة وسكّرْ ؟؟ . وأقول للعرب كما جاء على لسان الشاعر الفلسطيني "تميم البرغوثي" نحن في غزة بخير, طمنونا عنكم نحن في الحرب بخير, ماذا عنكم أنتم شهداؤنا ا تحت الركام أطفالنا سكنوا الخيام ، يسالون عنكم، أين أنتم؟ نحن في غزة بخير, طمنونا عنكم البحر من وراءنا لكننا نقاتل, عدونا امامنا و ما زلنا نقاتل لدينا ما يكفينا من سلاح و طعام ، وعود بالسلام ، نشكر لكم دعمكم نحن في غزة بخير, طمنونا عنكم أرواحنا، جراحنا، بيوتنا، سماؤنا، وجوهنا ، دمائنا , عيوننا , اكفاننا تحمينا من سلامكم، وعودكم، كلامكم نحن في غزة بخير, طمنونا عنكم نحن في غزة بخير, طمنونا عنكم نحن في الحرب بخير, ماذا عنكم أنتم.